فوائد ونوادر | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م


مطابق


القياس الفاسد

«وكلُّ بدعةٍ ومقالةٍ فاسدةٍ في أديان الرسل فأصلها من القياس الفاسد، فما أنكرت الجهمية صفاتِ الربِّ وأفعالَه وعلوَّه على خلقه واستواءَه على عرشه وكلامَه وتكليمَه لعباده ورؤيتَه في الدار الآخرة إلَّا من القياس الفاسد، وما أنكرت القدرية عمومَ قدرته ومشيئته وجعلتْ في ملكه ما لا يشاء وأنه يشاء ما لا يكون إلَّا بالقياس الفاسد، وما ضلَّت الرافضة وعادَوْا خيارَ الخلق وكفَّروا أصحابَ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم وسبُّوهم إلَّا بالقياس الفاسد، وما أنكرت الزنادقةُ والدهرية معادَ الأجسام وانشقاقَ السماوات وطيَّ الدنيا وقالت بقِدَم العالم إلَّا بالقياس الفاسد، وما فَسَد ما فَسَد من أمر العالم وخَرِبَ ما خَرِبَ منه إلَّا بالقياس الفاسد، وأوَّل ذنبٍ عُصي اللهُ به القياسُ الفاسد، وهو الذي جرَّ على آدم وذرِّيته مِن صاحب هذا القياس ما جرَّ، فأصلُ شرِّ الدنيا والآخرة جميعُه مِن هذا القياس الفاسد».

[«إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (٢/ ٧)]

 



المجادلة المحمودة

«والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستَند الأقوال والأعمال، وأمَّا إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمدَ في القول والعمل فنوعٌ من النفاق في العلم والجدل والكلام والعمل».

[«اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (٢/ ٩٠)

 

ترك الاحتفال بالمولد اقتداء بالسلف

«فانظر ـ رحمنا الله وإيَّاك ـ إلى مخالفة السنَّة ما أشنعها وما أقبحها وكيف تجرُّ إلى المحرَّمات، ألا ترى أنهم خالفوا السنَّةَ المطهَّرة وفعلوا المولد؟ لم يقتصروا على فعله بل زادوا عليه ما تقدَّم ذكرُه من الأباطيل المتعدِّدة، فالسعيد السعيد مَن شدَّ يدَه على امتثال الكتاب والسنَّة والطريق الموصِلة إلى ذلك وهي اتِّباع السلف الماضين رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم أعلم بالسنَّة منَّا إذ هم أعرف بالمقال وأفقهُ بالحال، وكذلك الاقتداء بمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولْيحذرْ من عوائد أهل الوقت وممَّن يفعل العوائدَ الرديئة، وهذه المفاسد مركَّبةٌ على فعل المولد إذا عُمل بالسماع، فإن خلا منه وعمل طعامًا فقط ونوى به المولدَ ودعا إليه الإخوانَ وسَلِم مِن كلِّ ما تقدَّم ذكرُه فهو بدعةٌ بنفس نيَّته فقط، إذ إنَّ ذلك زيادةٌ في الدين وليس مِن عمل السلف الماضين، واتِّباع السلف أَوْلى بل أوجب مِن أن يزيد نيَّةً مخالِفةً لِما كانوا عليه لأنهم أشدُّ الناس اتِّباعًا لسنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتعظيمًا له ولسنَّته صلَّى الله عليه وسلَّم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه نوى المولدَ ونحن لهم تبعٌ فيسعنا ما وَسِعَهم».

[«المدخل» لابن الحاج المالكي (٢/ ١٠)]

 



القياس الفاسد

«وكلُّ بدعةٍ ومقالةٍ فاسدةٍ في أديان الرسل فأصلُها من القياس الفاسد، فما أنكرت الجهميةُ صفاتِ الربِّ وأفعالَه وعلوَّه على خلقه واستواءَه على عرشه وكلامَه وتكليمَه لعباده ورؤيتَه في الدار الآخرة إلَّا من القياس الفاسد، وما أنكرت القدرية عمومَ قدرته ومشيئتِه وجعلت في مُلكه ما لا يشاء وأنه يشاء ما لا يكون إلَّا بالقياس الفاسد، وما ضلَّت الرافضةُ وعادَوْا خيارَ الخلق وكفَّروا أصحابَ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم وسبُّوهم إلَّا بالقياس الفاسد، وما أنكرت الزنادقة والدهرية معادَ الأجسام وانشقاقَ السماوات وطيَّ الدنيا وقالت بقِدَمِ العالَم إلَّا بالقياس الفاسد، وما فَسَدَ ما فَسَدَ مِن أمر العالَم وخَرِبَ ما خَرِبَ منه إلَّا بالقياس الفاسد، وأوَّلُ ذنبٍ عُصي اللهُ به القياسُ الفاسد، وهو الذي جرَّ على آدم وذرِّيَّته مِن صاحب هذا القياس ما جرَّ، فأصل شرِّ الدنيا والآخرة جميعُه من هذا القياس الفاسد، وهذه الحكمةُ لا يدريها إلَّا من له اطِّلاعٌ على الواجب والواقع وله فقهٌ في الشرع والقدر».

[«إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (٢/ ٧)]

 



عامَّة فساد الأولاد من قِبَل الآباء

«وكم ممَّن أشقى وَلَدَه وفلذةَ كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وتركِ تأديبه وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يُكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظَلَمَه وحرمه، ففَاتَهُ انتفاعُه بولده، وفوَّت عليه حظَّه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرتَ الفسادَ في الأولاد رأيتَ عامَّتَه من قِبَل الآباء».

[«تحفة المودود» لابن القيِّم (٢٤٢)]

 



انتشار الشرك بسبب الاستعمار

«وسِرْ ما شئت في جميع الأوقات، وفي جميع طُرُق المواصلات تَرَ القبابَ البيضاء لائحةً في جميع الثنايا والآكام ورؤوس الجبال، وسلْ تجدِ القليل منها منسوبًا إلى معروفٍ من أجداد القبائل، وتجد الأقلَّ مجهولًا، والكثرة منسوبةٌ إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، واسأل الحقيقةَ تُجبك عن نفسها بأنَّ الكثير من هذه القباب إنما بناها المعمِّرون الأوربيون في أطراف مزارعهم الواسعة، بعد ما عرفوا افتتانَ هؤلاء المجانين بالقباب واحترامَهم لها، وتقديسَهم للشيخ عبد القادر الجيلاني، فعلوا ذلك لحماية مزارعهم من السرقة والإتلاف، فكلُّ معمِّرٍ يَبني قبَّةً أو قبَّتين من هذا النوع يأمن على مزارعه السرقةَ ويستغني عن الحرَّاس ونفقات الحراسة، ثمَّ يترك لهؤلاء العميان ـ الذين خسروا دينَهم ودنياهم ـ إقامةَ المواسم عليها في كلِّ سنةٍ، وإنفاقَ النفقات الطائلة في النذور لها وتعاهُدها بالتبييض والإصلاح، وقد يحضر المعمِّر معهم الزردة، ويشاركهم في ذبح القرابين، ليقولوا عنه إنه محبٌّ في الأولياء خادمٌ لهم، حتى إذا تمكَّن من غرس هذه العقيدة في نفوسهم راغ عليهم نزعًا للأرض من أيديهم، وإجلاءً لهم عنها، وبهذه الوسيلة الشيطانية استولى المعمِّرون على تلك الأراضي الخصبة التي أحالوها إلى جنَّاتٍ، زيادةً على الوسائل الكثيرة التي انتزعوا بها الأرضَ من أهلها».

[«آثار محمد البشير الإبراهيمي» (٣/ ٣٢١)]

 



مقام الرجل بحسب بلائه

«وأيضًا فإنه يُعفى للمحبِّ ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يُعفى لغيره، ويسامح بما لا يسامح به غيره.

وسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدَّس الله روحه ـ يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواحَ التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجرَّ بلحية نبيٍّ مثله وهو هارون، ولطم عينَ ملك الموت ففقأها، وعاتب ربَّه ليلة الإسراء في محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ورفعِه عليه، وربُّه تعالى يحتمل له ذلك كلَّه، ويحبُّه ويكرمه ويدلله، لأنه قام لله تلك المقاماتِ العظيمةَ في مقابلة أعدى عدوٍّ له، وصدع بأمره، وعالج أمَّتَيِ القبط وبني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر.

وانظر إلى يونس بن متَّى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى، غاضَبَ ربَّه مرَّةً، فأخذه وسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى، وفرقٌ بين من إذا أتى بذنبٍ واحدٍ، ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له، وبين من إذا أتى بذنبٍ جاءت محاسنه بكلِّ شفيع، كما قيل:

وَإِذَا الحَبِيبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ ... جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيعِ».

[«مدارج السالكين» لابن القيِّم (١/ ٣٣٧)]

 



توقير أهل البدع هدمٌ للإسلام

«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم:

إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم.

والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».

[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)]

 



براءة أهل السنَّة الغرَّاء من نبز أهل البدع والأهواء

«إنَّ المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القولَ أصحابَ الحديث وحَمَلَة أخباره، ونَقَلَة آثاره وأحاديثه، فسمَّاهم بعضُهم حشويةً، وبعضهم مشبِّهةً، وبعضهم نابتةً، وبعضهم ناصبةً، وبعضهم جبريةً، وأصحاب الحديث عِصَامةٌ من هذه المعايب، وليسوا إلَّا أهل السيرة المرضيَّة، والسبل السويَّة، والحجج البالغة القويَّة، قد وفَّقهم الله جلَّ جلاله لاتِّباع كتابه، ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله صلَّى الله عليه وسلَّم في أخباره التي أمر فيها أمَّتَه بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منهما، وأعانهم على التمسُّك بسيرته، والاهتداء بملازمة سنَّته، وشرح صدورَهم لمحبَّته ومحبَّة أئمَّة شريعته وعلماء أمَّته، ومن أحبَّ قومًا فهو معهم يوم القيامة بحكم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»».

[«عقيدة السلف» للصابوني (١٠٧)]

 



السلفية دعوة حقٍّ

قال السعيد الزاهري ـ رحمه الله ـ (عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) في ردِّه على وزير المعارف بالمغرب الأقصى آنذاك: «بقي شيءٌ واحدٌ وهو قول الوزير: «إنَّ مؤسِّس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية، واشتهر به ابن عبد الوهَّاب»، والواقع أنَّ مؤسِّس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهَّاب، ولا الإمام أحمد ولا غيره من الأئمَّة والعلماء، وإنما مؤسِّسه هو خاتم النبيِّين سيِّدنا محمَّد بن عبد الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوةٌ إلى الرجوع إلى السنَّة النبوية الشريفة، وإلى التمسُّك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيءٌ آخر غير هذا».

[«مجلَّة الصراط السوي» (العدد: ٥/ ٥)، الصادرة في: ٢٦ جمادى الثانية ١٣٥٢ﻫ/ ١٦ أكتوبر ١٩٣٣م]

 



أهل البدع هم أهل الأهواء

«ولهذا كان السلف يُسَمُّون أهل البدع أهلَ الأهواء، فإنهم على ضلالٍ، والضلالُ مستلزمٌ لاتِّباع الهوى كما أنَّ الهدى لازمٌ لاتِّباع سبيله».

[«جامع مسائل ابن تيمية» (٦/ ١٤٦)]

 



حكم الانتساب إلى السلف

«لا عيب على من أظهر مذهبَ السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبولُ ذلك منه بالاتِّفاق، فإنَّ مذهب السلف لا يكون إلَّا حقًّا، فإن كان موافقًا له باطنًا وظاهرًا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحقِّ باطنًا وظاهرًا، وإن كان موافقًا له في الظاهر فقط دون الباطن: فهو بمنزلة المنافق، فتُقْبَل منه علانيتُه وتُوكَل سريرتُه إلى الله، فإنَّا لم نُؤْمَر أن ننقِّب عن قلوب الناس ولا نَشُقَّ بطونَهم».

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٤/ ١٤٩)]

 



لا خروج لأحد من الأولياء عن متابعة الأنبياء

قال ابن أبي العزِّ الحنفيُّ شارحًا قولَ الطحاويِّ رحمهما الله: «ولا نفضِّل أحدًا من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبيٌّ واحدٌ أفضل من جميع الأولياء»: «ش: يشير الشيخ رحمه الله إلى الردِّ على الاتِّحادية وجَهَلة المتصوِّفة، وإلَّا فأهل الاستقامة يوصون بمتابعة العلم ومتابعة الشرع، فقد أوجب الله على الخلق كلِّهم متابعة الرسل، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ﴾ إلى أن قال: ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[النساء: ٦٤ ـ ٦٥]، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[آل عمران: ٣١]. قال أبو عثمان النيسابوري: من أمَّر السنَّةَ على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة».

[«شرح العقيدة الطجاوية» (٥٠٤)]

 



تصحيح العقائد والأعمال رأس المال في الدين

«أمَّا رأس المال في الدين فهو تصحيح العقائد، وتصحيح العبادات، وتصحيح الأخلاق الصالحة، واتِّباع سنَّة نبيِّنا  صلَّى الله عليه وسلَّم في كلِّ ما فعل وترك، والمحافظة عليها والانتصار لها، ونبذ البدع المخالفة لها، ثمَّ صرفُ الوقت الزائد على ذلك في الأعمال النافعة في الدنيا، فإنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن أن يكون ذليلًا حقيرًا، وإنما يرضى له بعد الإيمان الصحيح أن يكون عزيزًا شريفًا عاملًا لدينه ودنياه، معينًا لإخوانه على الخير، ناصحًا لهم، آخذًا بيد ضعيفهم، محسنًا لهم بيده ولسانه وبجاهه وماله. فصحِّحوا عقائدكم في الله، واعلموا أنه واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ، لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، هو المتفرد بالخلق والرزق والإعطاء والمنع والضرِّ والنفع. فأخلِصوا له الدعاء والعبادة، ولا تدعوا معه أحدًا ولا من دونه أحدًا، وطهِّروا أنفسكم وعقولكم من هذه العقائد الباطلة الرائجة بين المسلمين اليوم، فإنها أهلكتهم وأضلَّتهم عن سواء السبيل، وإيَّاكم والبِدعَ في الدين فإنها مُفسدةٌ له، وكلُّ ما خالف السنَّةَ الثابتة عن نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم فهو بدعةٌ. وصحِّحوا عباداتِكم بمعرفة أحكامها وشروطها ومعرفة ما هو مشروعٌ وما هو غير مشروعٍ، فإنَّ الله تعالى لا يقبل منكم إلَّا ما شرعه لكم على لسان نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم».

[«آثار البشير» الإبراهيمي (١/ ٤٠٦)]

 



في التفريق بين الداعي إلى بدعته وغيره من أهل البدع

«فأمَّا من كان مستترًا بمعصيةٍ أو مُسِرًّا لبدعةٍ غيرِ مكفِّرةٍ؛ فإنَّ هذا لا يُهْجَر، وإنما يُهْجَر الداعي إلى البدعة، إذ الهجر نوعٌ من العقوبة، وإنما يعاقب من أظهر المعصيةَ قولًا أو عملًا، وأمَّا من أظهر لنا خيرًا فإنَّا نقبل علانيتَه، ونَكِلُ سريرتَه إلى الله تعالى، فإنَّ غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقبل علانيتهم وَيَكِلُ سرائرهم إلى الله لَمَّا جاءوا إليه عامَ تبوكَ يحلفون ويعتذرون، ولهذا كان الإمام أحمد وأكثر من قبله وبعده من الأئمَّة كمالكٍ وغيره لا يقبلون روايةَ الداعي إلى بدعةٍ ولا يجالسونه بخلاف الساكت، وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعاتٍ مِمَّن رُمِيَ ببدعةٍ من الساكتين، ولم يُخْرِجوا عن الدعاة إلى البدع».

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٤/ ١٧٥)]

 



حِكَم التشريع في مخالفة الكفَّار

«وهذا ـ وإن دلَّ على أنَّ مخالفتهم أمرٌ مقصودٌ للشرع ـ فذلك لا ينفي أن تكون في نفس الفعل الذي خولفوا فيه مصلحةٌ مقصودةٌ مع قطع النظر عن مخالفتهم، فإنَّ هنا شيئين:

أحدهما: أنَّ نفس المخالفة لهم في الهدي الظاهر مصلحةٌ ومنفعةٌ لعباد الله المؤمنين لِما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم، وإنما يظهر بعض المصلحة في ذلك لمن تنوَّر قلبُه حتى رأى ما اتَّصف به المغضوب عليهم والضالُّون من مرض القلب الذي ضرره أشدُّ من ضرر أمراض الأبدان.

والثاني: أنَّ نفس ما هم عليه من الهدي والخُلُق قد يكون مضرًّا أو منقصًا فيُنهى عنه ويُؤْمَر بضدِّه لِما فيه من المنفعة والكمال، وليس شيءٌ من أمورهم إلَّا وهو إمَّا مضرٌّ أو ناقصٌ؛ لأنَّ ما بأيديهم من الأعمال المبتدعة والمنسوخة ونحوها مُضرَّةٌ، وما بأيديهم ممَّا لم يُنْسَخ أصله فهو يقبل الزيادة والنقص، فمخالفتهم فيه بأن يُشْرَع ما يحصِّله على وجه الكمال، ولا يُتصوَّر أن يكون شيءٌ من أمورهم كاملًا قطُّ، فإذًا المخالفة فيها منفعةٌ وصلاحٌ لنا في كلِّ أمورنا حتى ما هم عليه من إتقان بعض أمور دنياهم قد يكون مضرًّا بأمر الآخرة أو بما هو أهمُّ منه من أمر دنيانا، فالمخالفة فيه صلاحٌ لنا».

[«اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (٥٦)]

 



أهل الأهواء لا ينفردون عن أهل السنَّة بحقٍّ

«ومفاريد الرافضة التي تدلُّ على غاية الجهل والضلال كثيرةٌ لم نقصد ذكرها هنا، لكنَّ المقصود أنَّ كلَّ طائفةٍ سوى أهل السنَّة والحديث المتَّبعين لآثار النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا ينفردون عن سائر الطوائف بحقٍّ، والرافضة أبلغ في ذلك من غيرهم.

وأمَّا الخوارج والمعتزلة والجهمية فإنهم أيضًا لم ينفردوا عن أهل السنَّة والجماعة بحقٍّ، بل كلُّ ما معهم من الحقِّ ففي أهل السنَّة من يقول به، لكن لم يبلغ هؤلاء من قلَّة العقل وكثرة الجهل ما بلغت الرافضة».

[«منهاج السنَّة النبوية» (٥/ ١٧٧)]

 



طرق أهل الأهواء في الاستدلال

«ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال عرف أنها لا تنضبط؛ لأنها سيَّالةٌ لا تقف عند حدٍّ، وعلى وجهٍ يصحُّ لكلِّ زائغٍ وكافرٍ أن يستدلَّ على زيغه وكفره حتى ينسب النحلة التي التزمها إلى الشريعة، فقد رأينا وسمعنا عن بعض الكفَّار أنه استدلَّ على كفره بآيات القرآن... وكذلك يمكن كلَّ من اتَّبع المتشابهات، أو حرَّف المناطات، أو حمَّل الآيات ما لا تحتمله عند السلف الصالح، أو تمسَّك بالواهية من الأحاديث، أو أخذ الأدلَّة ببادي الرأي: أن يستدلَّ على كلِّ فعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ وافق غرضه بآيةٍ أو حديثٍ لا يعوز ذلك أصلًا».

[«الاعتصام» للشاطبي (٢/ ١٤٠)]

 



الفرقان بين دعاة الحقِّ ودعاة الشيطان

«فمن دعا إلى ما دعا إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الله، يدعو إلى الحقِّ والهدى، ومن دعا إلى ما لم يدعُ إليه محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الشيطان يدعو إلى الباطل والضلال».

[ابن باديس «آثار ابن باديس» (١/ ١٨٢)]

 



تأثير الصحبة

«اعلموا إخواني أنِّي فكَّرتُ في السبب الذي أخرج أقوامًا من السنَّة والجماعة، واضطرَّهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البليَّة على أفئدتهم، وحجب نور الحقِّ عن بصيرتهم، فوجدتُ ذلك من وجهين: أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عمَّا لا يغني ولا يضرُّ العاقلَ جهلُه، ولا ينفع المؤمنَ فهمُه. والآخر: مجالسة من لا تُؤْمَن فتنتُه، وتُفسد القلوبَ صحبتُه».

[«الإبانة الكبرى» لابن بطَّة (١/ ٣٩٠)]

 



كن على جادَّة السلف الصالح

«كن سلفيًّا على الجادَّة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم ممَّن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات ونحوها، متميِّزًا بالتزام آثار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصدُّ عن الشرع».

[«حلية طالب العلم» لبكر أبو زيد (١٤٣)]

 



تأثُّر الظاهر بالباطن

«وهذا الحسن والجمال الَّذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الَّذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ـ كما تقدَّم ـ، ثمَّ إنَّ ذلك يقوى بقوَّة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة، فكلَّما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال، وكلَّما قوي الإثم والعدوان قوي القبح والشين حتَّى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسنٍ وقبحٍ، فكم ممَّن لم تكن صورته حسنةً ولكنْ من الأعمال الصالحة ما عظم بِهِ جماله وبهاؤه حتَّى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورًا بيِّنًا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوهَ أهل السنَّة والطاعة كلَّما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتَّى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوهَ أهل البدعة والمعصية كلَّما كبروا عظم قبحها وشينها حتَّى لا يستطيع النظرَ إِلَيْهَا من كان منبهرًا بها في حال الصغر لجمال صورتها».

[«الاستقامة» لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٣٦٥)]

 



حاجة القلب إلى الغيرة

«وهذا يدلُّك على أنَّ أصل الدين الغَيرة، ومن لا غيرةَ له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدمُ الغيرة تميت القلب فتموت له الجوارح، فلا يبقى عندها دفعٌ ألبتَّةَ، ومَثَلُ الغيرة في القلب مَثَلُ القوَّة التي تدفع المرضَ وتقاومه، فإذا ذهبت القوَّة وجد الداء المحلَّ قابلًا ولم يجد دافعًا فتمكَّن فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي [قرون] الجاموس التي تدفع بها عن نفسه وولده، فإذا تكسَّرت طمع فيها عدوُّه».

[«الداء والدواء» لابن القيِّم (١٠٩ ـ ١١٠)]

 



دخول الأشعرية المغربَ

«وكان أهل المغرب سلفيِّين حتَّى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلابٍ بالمغرب سياسيٍّ علميٍّ دينيٍّ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها، وسمَّى المرابطين السلفيِّين مجسِّمين، ثمَّ انقلابه على يد عبد المؤمن، فتمَّ انتصار الأشاعرة بالمغرب، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة، فلم ينصرْها بعدهم إلَّا أفرادٌ قليلون من أهل العلم في أزمنةٍ مختلفةٍ».

[«تاريخ الجزائر في القديم والحديث» لمبارك الميلي (٧١١)]

 



أظهر علامات أهل البدع

«وعلامات البدع على أهلها باديةٌ ظاهرةٌ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدَّةُ معاداتهم لحملة أخبار النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، واحتقارُهم لهم وتسميتهم إياهم حشويةً وجَهَلَةً وظاهريةً ومشبِّهةً، اعتقادًا منهم في أخبار الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أنها بمعزلٍ عن العلم، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتاج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، وكلماتهم وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة».

[«عقيدة السلف أصحاب الحديث» لأبي عثمان الصابوني (ص ١١٠)]