Skip to Content
الخميس 16 شوال 1445 هـ الموافق لـ 25 أبريل 2024 م



العقل الصريح لا يعارض النقلَ الصحيح

«والمقصود هنا التنبيهُ على أنه لو سُوِّغ للناظرين أن يُعرضوا عن كتاب الله تعالى ويعارضوه بآرائهم ومعقولاتهم لم يكن هناك أمرٌ مضبوطٌ يحصل لهم به علمٌ ولا هدى، فإن الذين سلكوا هذه السبيلَ كلُّهم يخبر عن نفسه بما يوجب حيرتَه وشكَّه، والمسلمون يشهدون عليه بذلك، فثبت بشهادته وإقراره على نفسه وشهادةِ المسلمين الذين هم شهداءُ الله في الأرض، أنه لم يظفر مَن أعرض عن الكتاب وعارضه بما يناقضه بيقينٍ يطمئنُّ إليه ولا معرفةٍ يسكن بها قلبُه، والذين ادَّعَوْا في بعض المسائل أنَّ لهم معقولًا صريحًا يناقض الكتابَ قابلهم آخَرون مِن ذوي المعقولات، فقالوا: إنَّ قول هؤلاء معلومٌ بطلانُه بصريح المعقول، فصار ما يدَّعي معارضتَه للكتاب من المعقول ليس فيه ما يُجزم بأنه معقولٌ صحيحٌ: إمَّا بشهادة أصحابه عليه وشهادةِ الأمَّة، وإمَّا بظهور تناقُضهم ظهورًا لا ارتياب فيه، وإمَّا بمعارضة آخَرين مِن أهل هذه المعقولات لهم، بل مَن تدبَّر ما يعارضون به الشرعَ من العقليات وجد ذلك ممَّا يُعلم بالعقل الصريح بطلانُه».

[«درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية (١/ ١٦٨)]