إعمال قاعدة التخيير في الأحكام الفقهية والأصولية | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م

إعمال قاعدة التخيير

في الأحكام الفقهية والأصولية

تاريخ الإصدار: 1434هـ/2013م

د. خالد بن صالح تواتي

تقريــظ

 الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس

حفظه الله

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فهذا بحثٌ علميٌّ قيِّمٌ يعكس بالفعل مجهودَ الباحث الدكتور: خالد تواتي وما استفرغه مِن طاقةٍ ووقتٍ في إنجازه، وموضوعاتُ بحثه -وإن كانت معلومةً ومطروقةً- إلاَّ أنَّ الجديد في عمل الباحث يتجلَّى في توضيح قاعدة التخيير -استقراءً وتحليلاً ومقارنةً-، ودراسةِ جوانب إعمالها في المسائل الأصولية والفقهية، مع بيان الأثر المقاصديِّ فيها.

وقد نبَّه الباحث فيه إلى دخول التخيير -بمفهومه الواسع- في العديد مِن المباحث الأصولية كمبحث الواجب المخيَّر، والأحكام التكليفية، ومباحث النسخ والاجتهاد والتقليد والتعارض والترجيح، ودخوله -أيضًا- في مباحث القواعد والفروع الفقهية، هذه الأخيرة التي قام الباحث باستخراجها مِن بطون المصادر والمراجع الفقهية المذهبية الخاصَّة وكتب الفقه العامَّة.

وقد أوضح الباحث أنَّ قاعدة التخيير متفرِّعةٌ عن قاعدة الأمر، مشيرًا إلى العلاقة التلازمية بينهما مِن جهة العموم والخصوص، لأنَّ التخيير يستلزم الأمرَ دون العكس، والأخصُّ يستلزم الأعمَّ.

والجانب الآخر مِن موضوعاته فقهيةٌ، تظهر أهمِّيَّتها مِن الناحية العملية لتعلُّقها بفعل المكلَّفين، فهي لا تخرج عن علم الفقه الذي يحتلُّ صدارةَ علمِ المقاصد.

هذا، وقد استطاع الباحث -بمنهجٍ قويمٍ وترتيبٍ مستقيمٍ وأسلوبٍ سليمٍ- أن يستقرئ موضوعاتِ قاعدة التخيير استقراءً موسَّعًا، ويدرسها دراسةً مؤصَّلةً -تحليلاً ومقارنةً- وينظِّم بحثَه في خطَّةٍ متجانسةٍ ومتناسقةٍ في الجملة، مع توثيق معاني بحثه ومبانيه، ونصوصِه وفصوصه، والاستعانةِ بحشدٍ كبيرٍ مِن المصادر والمراجع التي استفاد منها الباحثُ في شتَّى أنواع العلوم والفنون، وقد أجاد الباحثُ وأفاد في معظم ما بحث فيه وكان موفَّقًا إلى غايةٍ.

وأخيرًا، نسأل اللهَ للباحث الدكتور: خالد تواتي التوفيقَ والسداد لتقديم المزيد مِن العمل الجادِّ، وأن يثيبه على ما بذله وقدَّمه أجزلَ الثواب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٩ شوَّال ١٤٣٣ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢م

أبو عبد المعزِّ
محمَّد علي فركوس