في شرح معنى قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ» | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



الفتوى رقم: ٧٩

الصنف: فتاوى الحديث وعلومه

في شرح معنى قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ»

السؤال:

عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا فَقَالَا لِيَ: «اصْعَدْ» فَقُلْتُ: «إِنِّي لَا أُطِيقُهُ»، فَقَالَا: «إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ»، فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ فَقُلْتُ: «مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟» قَالُوا: «هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ»، ثُمَّ انْطُلِقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قَالَ: قُلْتُ: «مَنْ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ»».

هل يمكن شرحُ الحديث؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فهذه رُؤْيَا مناميَّةٌ لقوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ...» الحديث(١)، ورؤياهُ لا تكون إلَّا حقًّا، والوعيدُ الواردُ في الحديث يَلْحَقُ مَنْ يُفْطِرون قبل وقتِ الإفطار، أي: قبل غروب الشمس الشرعيِّ وليس قبل الأذان، وهو المقصودُ مِنْ قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ».

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٠ ذي القعدة ١٤٢٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٢ ديسمـبر ٢٠٠٥م

 



(١) أخرجه ابنُ خزيمة (٣/ ٢٣٧) رقم: (١٩٨٦)، وابنُ حبَّان (٢/ ١٩٨) رقم: (٧٤٩١)، والحاكم في «مستدركه» (١/ ٤٣٠، ٢/ ٢٠٩ ـ ٢١٠) رقم: (١٥٦٨، ٢٨٣٧)، والبيهقيُّ (٨٠٠٦)، مِنْ حديثِ أبي أمامة الباهليِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٧/ ١٦٦٩ ـ ١٦٧١) رقم: (٣٩٥١) وفي «صحيح موارد الظمآن» (٢/ ٢٠٠).