الفتوى رقم: ٤٧٤

الصنف: فتاوى متنوِّعة

في التخلُّص من كلبٍ قد يُحدث ضررًا بالغير

السؤال: لديَّ كلبُ حراسةٍ، وفي الآونة الأخيرة أصبح يصدر عواءً كعواء الذئب، وأريد أن أتخلَّص منه، لكن أخشى أن يُلْحِق الضررَ بالناس، فهل يلحقني الإثمُ في ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فالتصرُّف في الكلب على وجهٍ يُلْحِق الضررَ بالغير ممَّا لا ريب في قبحه وتحريمه لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»(١)، ولقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»(٢) وإذا تيقن أو غلب على ظنه تحوله إلى كلب عقور معتدٍ وجب دفع ضرره قبل وقوعه، والحيلولة دون حدوث الضرر قدر الإمكان، لأنَّ «الدفع أسهل من الرفع» وأولى وأقوى، والوقاية خير من العلاج، وذلك بالاستعانة بالمصالح لدى البلديات أو الولايات، أمَّا إذا وقع الضرر وجب رفعه، وعلى صاحب الكلب الضمان.

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: ١ جمادى الثانية ١٤٢٧ﻫ
الموافـق ﻟ: ٢٦ جـوان ٢٠٠٦م


(١) أخرجه ابن ماجه «الأحكام» (٢٣٤٠)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. قال النووي في الحديث رقم (٣٢) من «الأربعين النووية»: «وله طرقٌ يَقْوى بعضُها ببَعضٍ»، وقال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (٣٧٨): «وهو كما قال»، وصحَّحه الألباني في «الإرواء» (٨٩٦) وفي «السلسلة الصحيحة» (٢٥٠) وفي «غاية المرام» (٢٥٤).

(٢) أخرجه البخاري في «الإيمان» (١٣)، ومسلم في «الإيمان» (٤٥)، من حديث أنسٍ رضي الله عنه.

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)