الفتوى رقم: ٧٦١

الصنف: فتاوى الجنائز

في حكم الموعظة التي تُلْقَى عند القبر

السـؤال:

ما حكم الموعظة التي تُلْقى في المقابر بعد الدفن؟

الجـواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلامُ على من أرسله اللهُ رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالذي ثَبَتَ مِن حديث البراء بنِ عازبٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خَرَجَ في جنازةِ رجلٍ مِن الأنصار فانتهى إلى القبر لم يُلْحَدْ بَعْدُ، فجلس يُحدِّث أصحابَه مِن حوله عن مَراحِلِ انتقال الميِّت وأحوال نعيمِ القبر وعذابه(١)، كما ثَبَتَ أنه كان إذا فَرَغَ مِن دفنِ الميِّت وَقَفَ عليه، فقال: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»(٢)، كما أنه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حدَّثهُم قائمًا على قبر إحدى بناتِه وهي تُدْفَن(٣)، وهذه الحالات المنقولةُ عنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنَّما صدَرَتْ منه على وجه تعليمِ حُكْمٍ، أو نصيحةٍ بفعلٍ، أو إخبارٍ بغيبٍ، أو إرشادٍ إلى اعتقادٍ؛ فلم تَجْرِ على هيئةِ الخُطَب الدينية التي شأنُها البسط والإيضاحُ ولا المواعظ المنبرية؛ لذلك لم يُنْقَل عن السلف مِن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين أنهم جعلوا مَحَلَّ القبرِ مَقامَ خُطْبَةِ الناس ووَعْظِهم عند الدفن أو في أثنائه أو بعده.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٩ شوَّال ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٢١ أكتوبر ٢٠٠٧م


(١) أخرجه أبو داود في «السنَّة» بابٌ في المسألة في القبر وعذابِ القبر (٤٧٥٣) مِن حديث البراء بنِ عازبٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب» (٣٥٥٨)، وحسَّنه الوادعيُّ في «الصحيح المسند» (١٥٠).

(٢) أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف (٣٢٢١)، مِن حديث عثمان بنِ عفَّان رضي الله عنه. والحديث حسَّنه النوويُّ في «الأذكار» (٢١٢) وفي «الخلاصة» (٢/ ١٠٢٨)، وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٤٧٦٠).

(٣) أخرجه البخاري في «الجنائز» باب مَن يدخل قبرَ المرأة (١٣٤٢) مِن حديث أنسٍ رضي الله عنه.

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)