الفتوى رقم: ٣٤٠

الصنف: فتاوى الأصول والقواعد - أصول الفقه

في مصطلحِ ابنِ جُزَيٍّ في كتابه: «القوانين الفقهية»

السؤال:

ما نوعُ صِلَةِ كتابِ: «القوانين الفقهية» لابنِ جُزَيٍّ ـ رحمه الله ـ بالقواعد الفقهية. أحسن الله إليكم.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فعنوانُ كتابِ: «القوانين الفقهية في تلخيصِ مذهب المالكية، والتنبيهِ على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية» لأبي القاسم بنِ جُزَيٍّ المتوفَّى سنة: (٧٤١ﻫ) وتسميتُه بالقوانين يُوحِي بوجودِ علاقةٍ وطيدةٍ بعلم قواعد الفقه، ولكنَّه ـ عند التحقيق ـ لا صِلَةَ له ألبتَّةَ في مضمونه بالقواعد الفقهية؛ إذ لا يخرج عن كونه كتابًا فقهيًّا يتضمَّن تلخيصًا لمذهب مالكٍ ـ رحمه الله ـ والإشارةَ إلى مذهب أبي حنيفة والشافعيِّ وأحمد رحمهم الله، كما يذكر المسائلَ والأقوال غيرَ مقرونةٍ بأدلَّتها مُبتدِئًا بمذهبِ مالكٍ، ثمَّ يُتْبِعه بالمذاهب الأخرى، وافتتح كتابَه بعشرةِ أبوابٍ في التوحيد(١)، وأَعقَبَه بنفس التقسيم العدديِّ للأبواب في المسائل الفقهية، وذيَّله بكتابٍ جامعٍ في السيرة وتاريخِ الخلفاء والأخلاق. 

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٦ رمضان ١٤٢٢ﻫ
الموافق ﻟ : ١٢ديسمبر ٢٠٠١م

 


(١) وقد سار ابنُ جُزَيٍّ ـ رحمه الله ـ على مذهب الأشاعرة، حيث يُثْبِتون لله الصفاتِ السبعَ الذاتية مع نفي الصفات الاختيارية أو الفعلية، ونحو ذلك ممَّا يقرِّرونه في عقائدهم، خلافًا للسلف وأهلِ السنَّة الذين يُثْبِتون لله مِنَ الصفات ما أَثْبَته لنفسه في كتابه أو أَثْبَته له نبيُّه في صحيحِ سُنَّته، دون تعطيلٍ ولا تحريفٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، جريًا على قواعدهم في إثبات الصفات، ونحو ذلك ممَّا يُثْبِتونه في عقيدتهم.

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)