الفتوى رقم: ٤٢١

الصنف: فتاوى الصلاة - صفة الصلاة

في الطريقة الصحيحة للتسبيح

السؤال: ما هي الطريقة الثابتة في التسبيح؟

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فاعلم أنَّ الوارد في التسبيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ(١)، وعلى أنامل يده، وقد اختلف العلماء في صفة التسبيح بناءً على اختلافهم في معنى الأنملة، فمن حَمَلها على رؤوس الأصابع جعل التسبيح معقودًا على رؤوسها، إمَّا أن يضعها على باطن كفِّه وإمَّا أن يسبِّح بوضع إبهامه على رؤوس أصابعه، أمَّا من يرى أنَّ الأنملة شاملةٌ للسُّلاميات في الأصابع جعل التسبيح معقودًا عليها سواءٌ ابتداءً من الخنصر إلى الإبهام أو العكس، والذي يتقرَّر في مثل هذه المسائل في العبادات التي لم يَرِدْ في الشرع نصٌّ يوضِّح الصفةَ فإنَّ في الأمر سَعَةً بمعنى أنَّ أيَّ صفةٍ يتحقَّق معها التسبيح فهي مشروعةٌ، الشأن في ذلك كشأن المسح على الخفَّين فلم تَرِدْ في النصوص الحديثية صفةٌ تبيِّن كيفيةَ المسح على الخفَّين: أيكون بجزءٍ من أعلى الخفِّ أو في وسطه أو الكل، أو بكلتا يديه في أعلى الخف وفي عقبه، فلما لم يَرِدْ ما يحدِّد كيفية المسح كان في الأمر سعة.

هذا بخصوص مسائل العبادات، أما في المعاملات إن لم يَرِدْ في بيان الصفة أو المقدار أو الكمية أو الكيف شيءٌ وُكِّل أمرُه إلى العرف هذا ما بان لنا في أمر هذه المسألة.

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: ٦ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٤ مارس ٢٠٠٦م


(١) أخرجه أبو داود في «الوتر» (١٥٠٢)، والترمذي في «الدعوات» (٣٤١١)، والنسائي في «السهو» (١٣٥٥)، وابن ماجه في «إقامة الصلاة» (٩٢٦)، وابن حبان (٨٤٣)، والحاكم (٢٠٠٦)، والبيهقي (٣٠٢٧)،  من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، والحديث حسَّنه ابن حجر في «نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار» (١/ ٨٧)، والنووي في «الأذكار» (٢٤)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٤٩٨٩).

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)