من فوائد حذف العامل

لحذف العامل في: «بسم الله» فوائد عديدةٌ:

١ـ منها أنه موطنٌ لا ينبغي أن يتقدَّم فيه سوى ذكرِ الله فلو ذكرتَ الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضًا للمقصود فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدوء به اسمَ الله كما تقول في الصلاة: «الله أكبر» ومعناه: من كلِّ شيءٍ، ولكن لا نقول هذا المقدَّر ليكون اللفظ مطابقًا لمقصود الجنان وهو أن لا يكون في القلب إلَّا الله وحده، فكما تجرَّد ذكرُه في قلب المصلِّي تجرَّد ذكرُه في لسانه.

٢ـ ومنها أنَّ الفعل إذا حُذف صحَّ الابتداء بالتسمية في كلِّ عملٍ وقولٍ وحركةٍ وليس فعلٌ أَوْلى بها من فعلٍ، فكان الحذف أعمَّ من الذكر، فإنَّ أيَّ فعلٍ ذكرتَه كان المحذوف أعمَّ منه.

٣ـ ومنها أنَّ الحذف أبلغ لأنَّ المتكلِّم بهذه الكلمة كأنه يدَّعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل، فكأنه لا حاجة إلى النطق به لأنَّ المشاهدة والحال دالَّةٌ على أنَّ هذا وكلَّ فعلٍ فإنما هو باسمه تبارك وتعالى، والحوالة على شاهد الحال أبلغُ من الحوالة على شاهد النطق كما قيل:

وَمِنْ عَجَبٍ قَوْلُ العَوَاذِلِ مَنْ بِهِ * وَهَلْ غَيْرُ مَنْ أَهْوَى يُحَبُّ وَيُعْشَقُ

[«بدائع الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٢٠)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)