الرضى بقضاء الله وقدره
قال الشافعي رحمه الله:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ * وَطِبْ نَفْسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
وَلَا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي * فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجُلًا عَلَى الأَهْوَالِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ جَلْدًا * وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا * وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ * يُغَطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّخَاءُ
وَلَا تُرِيَ الأَعَادِيَ قَطُّ ذُلًّا * فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَا بَلَاءُ
وَلَا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ * فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّي * وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ
وَلَا حُزْنٌ يَدُومُ وَلَا سُرُورٌ * وَلَا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلَا رَخَاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَََََنُوعٍ * فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا * فَلَا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلَا سَمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ * إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
دَعِ الأيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ * فَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاءُ
[«ديوان الشافعي» (١٢)]