بين العَدْل والعادِل
قال الشيخ عطيَّة سالم رحمه الله: «الذي يظهر لي أنَّ بينهما فرقًا في الأصل، وأنَّ بينهما عمومًا وخصوصًا.
ـ فالعادل من العدل الذي هو ضدُّ الظلم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: ٥٨]، واسم الفاعل منه عادلٌ على وزن: فَاعِلٌ.
ـ والعدل من العدالة التي هي ضدُّ الفسق، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ﴾ [الطلاق: ٢].
والأوَّل مبحثه في الحقوق والأحكام، وقد يكون الحاكم عادلًا وهو كافرٌ، وعليه المثل من قول عمر رضي الله عنه لعامله على مصر: «نحن أحقُّ بالعدل من كسرى»، وقوله في حقِّ النجاشي: «فَإِنَّ فِيهَا مَلِكًا عَادِلًا»، وكان ذلك قبل أن يُسلم، فوَصَفَه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنه مَلِكٌ عادلٌ، وقال: «لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ بِجِوَارِهِ».
وعلى هذا فوصفُ الإمام ﺑ«العدل» في هذا الحديث ـ حديث السبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه ـ أخصُّ لأنَّ «العادل» قد يكون مع الكفر سياسةً للملك، أمَّا «العدل» فلا يكون إلَّا مع الإسلام، فكلُّ عدلٍ عادلٌ وليس كلُّ عادلٍ عدلًا».
[«ترطيب الأفواه» للعفاني (١/ ٨٢)]
- نسخة للطباعة
- 7904 قرئت
- أرسل إلى صديق
الزوار |
بحث في الموقع
آخر الأقراص
الفتاوى الأكثر قراءة
.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.
.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،
أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.
.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.
جميع الحقوق محفوظة (1424 هـ/2004م - 1445هـ/2024م)