«أل» التعريفية | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م



«أل» التعريفية

اختُلف في المعرِّف بالأداة «أل» على أربعة أقوالٍ:

١ـ المعرِّف هو «أل» والألف أصليةٌ، وهو قول الخليل.

٢ـ المعرِّف هو «أل» والألف زائدةٌ، وهو قول سيبويه.

٣ـ المعرِّف «اللام» وحدها، وهو قول كثيرٍ من النحاة.

٤ـ المعرِّف هو «الألف» وحدها، واللام زائدةٌ للتفريق بين همزة الاستفهام والهمزة المعرِّفة، وهو قول المبرِّد.

و«أل» التعريف تنقسم إلى قسمين:

١ـ الجنسية: وهي ثلاثة أنواعٍ:

الأولى: لبيان الحقيقة: وذلك إذا لم يخلفها «كلُّ»، نحو: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ[الأنبياء: ٣٠].

الثاني: لشمول أفراد الجنس: وذلك إن خلفتها «كلُّ» حقيقةً، نحو: ﴿وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا[النساء: ٢٨].

الثالث: لشمول خصائص الجنس: وذلك إن خلفتها «كلُّ» مجازًا، نحو: «أنت الرجل علمًا».

٢ـ العهدية: وهي ثلاثة أنواعٍ أيضًا:

الأوَّل: عهدٌ ذكريٌّ: نحو: ﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ[المزَّمِّل: ١٦].

الثاني: عهدٌ علميٌّ: نحو: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ[التوبة: ٤٠].

الثالث: عهدٌ حضوريٌّ: نحو: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[المائدة: ٣].

و«ال» المعرِّفة ثلاثة أنواعٍ:

١ـ لتعريف العهد: أي: تعريف ذي العهد. بمعنى: الشيء المعهود، وهي التي تدخل على النكرة فتفيدها درجةً من التعريف تجعل مدلولها فردًا معيَّنًا بعد أن كان مبهمًا شائعًا، والعهد ثلاثة أنواعٍ:

أ ـ عهدٌ ذكريٌّ: وهو أن يكون مدخول «ال» تقدَّم له ذكرٌ في الكلام، كقوله تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ[النور: ٣٥]، فائدتها : التنبيه على أنَّ مصحوبها هو الأوَّل بعينه.

ب ـ عهدٌ ذهنيٌّ: وهو أن يكون مدخول «ال» معلومًا لدى المخاطب، نحو: جاء القاضي، إذا كان بينك وبين مخاطبك عهدٌ في قاضٍ خاصٍّ، قال تعالى: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ[التوبة: ٤٠].

ج ـ عهدٌ حضوريٌّ: وهو أن يكون مصحوب «ال» حاضرًا، كقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا[المائدة: ٣]. أي: اليوم الحاضر، وهو يوم عرفة؛ لأنَّ الآية نزلت فيه.

٢ـ لتعريف الجنس: وهي التي تدخل على لفظ الجنس لبيان حقيقته الذاتية القائمة في الذهن دون التعرُّض لأفراده. نحو: أهلك الناسَ الدينارُ والدرهم أي: جنسهما، وليس المراد كلَّ فردٍ، فإنَّ من الدنانير والدراهم ما يكون زادًا لصاحبه إلى الجنَّة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ[الأنبياء: ٣٠] أي: من هذه الحقيقة لا من كلِّ شيءٍ اسمُه ماءٌ.

٣ـ للاستغراق: وهي الداخلة على واحدٍ من الجنس لإفادة الاستغراق والشمول، وعلامتُها صحَّة وقوع «كل» موقعَها، وهي إمَّا لاستغراق الأفراد كقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا[النساء: ٢٨] أي: كلُّ فردٍ من أفراد الإنسان ضعيفٌ.

أو لاستغراق صفات الأفراد، نحو: خالدٌ الرجل، أي: الجامع لصفات الرجال المحمودة، إذ لو قيل: خالدٌ كلُّ رجلٍ، على وجه المبالغة والمجاز لصحَّ، بمعنى أنه اجتمع فيه ما افترق في غيره من الرجال. ومنه قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ[البقرة: ٢] أي: الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنزلة وخصائصها.

والفرق بين هذه الأقسام الثلاثة: أنَّ العهدية يراد بمدخولها فردٌ معيَّنٌ، والتي لتعريف الجنس يراد بمصحوبها نفس الحقيقة، لا ما تصدق عليه من الأفراد، والتي للاستغراق يراد بمصحوبها كلُّ الأفراد حقيقةً أو مجازًا.

[«أوضح المسالك» (١/ ١٨٩)، «شرح الأشموني» (١/ ١٦٧)، وغيرها من المراجع، راجع «شرح قطر الندى» للفوزان]