لله درُّك يا عمر (١) | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م



لله درُّك يا عمر (١)

عن أنس بن مالكٍ أنَّ الهرمزان رأى عمر بن الخطَّاب نائمًا في مسجد المدينة فقال: هذا ـ والله ـ هو المُلك الهنيء. [«تاريخ دمشق» لابن عساكر].

ولله درُّ حافظ إبراهيم حيث يقول:

قَدْ رَاعَ صَاحِبَ كِسْرَى أَنْ رَأَى عُمَرَا * بَيْنَ الرَّعِيَّةِ عُطْلًا وَهْوَ رَاعِيهَا

وَعَهْدُهُ بِمُلُوكِ الفُرْسِ أَنَّ لَهَا * سُورًا مِنَ الجُنْدِ وَالأَحْرَاسِ يَحْمِيهَا

رَآهُ مُسْتَغْرِقًا فِي نَوْمِهِ فَرَأَى * فِيهِ الجَلَالَةَ فِي أَسْمَى مَعَانِيهَا

فَوْقَ الثَّرَى تَحْتَ ظِلِّ الدَّوْحِ مُشْتَمِلًا * بِبُرْدَةٍ كَادَ طُولُ العَهْدِ يُبْلِيهَا

فَهَانَ فِي عَيْنِهِ مَا كَانَ يُكْبِرُهُ * مِنَ الأَكَاسِرِ وَالدُّنْيَا بِأَيْدِيهَا

وَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلًا * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا

أَمِنْتَ لَمَّا أَقَمْتَ العَدْلَ بَيْنَهُمُ * فَنِمْتَ نَوْمَ قَرِيرِ العَيْنِ هَانِيهَا

قد جاء في التبر المسبوك أنَّ قيصر روما أرسل رسولًا إلى عمر بن الخطَّاب لينظر أحوالَه ويشاهد أفعالَه، فلمَّا دخل المدينةَ سأل أهلَها وقال: أين ملككم؟ فقالوا: ما لنا ملكٌ، بل لنا أميرٌ قد خرج إلى ظاهر المدينة، فخرج الرسول في طلبه، فرآه نائمًا في الشمس على الأرض فوق الرمل الحارِّ وقد وضع جبَّته كالوسادة والعرقُ يسقط من جبينه وقد بلَّ الأرضَ، فلمَّا رآه على هذه الحال وقع الخشوعُ في قلبه وقال: «رجلٌ لا يَقَرُّ للملوك قرارٌ من هيبته وتكون هذه حالَه! ولكنَّك يا عمر عدلتَ فأمنتَ فنمتَ، وملكُنا يجور فلا جرم أنه لا يزال ساهرًا خائفًا، أشهد أن دينَك الدين الحقُّ ولولا أنَّني أتيتُ رسولًا لأسلمتُ، ولكني أعود وأُسلم».

[«ترطيب الأفواه» للعفاني (١/ ١٢٧)]