الفتوى رقم:٤١١

الصنف: فتاوى المعاملات المالية - القرض والصرف

في الاقتراض من البنك للحصول على وثيقة الدعم المالي

السؤال:

لديَّ قطعةُ أرضٍ للبناء، وتحصَّلْتُ على دعمٍ مجَّانيٍّ مِن طرف الدولة للبناء، لكِنْ بشرطِ أَنْ اقترض مبلغًا ماليًّا مِن بنكٍ ربويٍّ للحصول على هذا الدعم المجَّانيِّ، يعني أنه لن يتأتَّى هذا الدعمُ إلَّا بوثيقةٍ تثبت اقتراضي مِن البنك الربوي؛ فهل يجوز لي أن أقترض مِن هذا البنكِ الربوي للحصول على الوثيقة مِن غيرِ أن أستعمل الأموال الربوية؟

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فإذا كان البنك يمنحك وثيقةً صوريةً أي: شكليةً للتوسُّط بها إلى دعمِ الدولة فأرجو أَنْ يصحَّ ذلك، أمَّا إذا تَعَذَّر أخذُ هذه الوثيقةِ إلَّا بالاقتراض الفعليِّ بحيث إنه لا يستطيع ردَّ المبلغ إلاَّ بزيادةٍ ربويةٍ فإنَّ النصوص الناهية عن الربا صريحةٌ في التحريم بقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٧٨]، ولقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: ٢٧٥]، ولقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ»(١).

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٤ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
المـوافق ﻟ: ١٢ أفـريل ٢٠٠٦م

 


(١) أخرجه مسلم (١٥٩٧)، واللفظ لأحمد (٣٨٠٩)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)