Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



السطِّي

هو أبو عبد الله محمَّد بن علي بن سليمان السطي، الفقيه الفرضي الحافظ، أثنى عليه ابن خلدون، ووصفه ابن مرزوق الخطيب أنه «خزانة مذهب مالك مع مشاركة تامَّة في الحديث والأصلين واللسان العربي وديانة شهيرة وصلاح متين»، أخذ السطي الفقه عن أبي الحسن الصُّغيَّر الزرويلي التجيبي إمام المالكية بالمغرب قاضي الجماعة بفاس، وعن غيره وأخذ عنه من لا يعد كثرة، «له شرح على المدونة» و«تقييد على فرائض الحوفي»، و«تعليق على جواهر ابن الشاس فيما خالف فيه المذهب». كان السطي محظوظ المكان عند أبي الحسن المريني، والمدرس بحضرته والمفتي والخطيب في بعض الأوقات، اصطفاه مع جماعة من العلماء بصحبته حين سفره لتونس فأقام بها، ولما رجع بحرًا مات غريقًا في سواحل بجاية مع من غرق من الفضلاء بأسطول السلطان أبي الحسن سنة: (٧٤٩ﻫ). قال الحجوي: «وهو ممَّن أصيب المغرب بفقده في جملة الأعلام نخبة المغرب غرقوا، وضاعت معهم نفائس الكتب، ورزئ المغرب في أنفَس أعلاقه، وأنفُس أعلامه، وبموتهم ظهر نقصان بيِّن، وفراغ شاسع في عمارة سوق العلم، وبه أصبحت دياره بلاقع، وأقفرت المدارس والجوامع»(١).

[تحقيق «المفتاح» (٧٤)]

 



(١) انظر ترجمته في: «المسند الصحيح» لابن مرزوق (٢٦١)، «التعريف» لابن خلدون (٣١)، «بغية الرواد» ليحيى بن خلدون (١٤)، «وفيات الونشريسي» (١١٧)، «نيل الابتهاج» للتنبكتي (٢٤٣)، «لقط الفرائد» (٢٠١)، «جذوة الاقتباس» (١/ ٢٢٨)، «درة الحجال» (٢/ ١٣٤) كلها لابن القاضي، «نفح الطيب» (٧/ ٢٣٩)، «أزهار الرياض» (٥/ ٥٦) كلاهما للمقري، «الحلل السندسية» للسراج (١/ ٦٥٣)، «الفكر السامي» للحجوي (٢/ ٤/ ٢٤٦)، «شجرة النور» لمخلوف (١/ ٢٢١).