فوائد ونوادر | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 14 شوال 1445 هـ الموافق لـ 23 أبريل 2024 م


مطابق



إلباس الحق بالباطل

«تأسس الإسلام، وتأسس معه التمرد الذي هو عبارة عن عدم الاستسلام، وهو الكفر والجحود بعينه والعياذ بالله وجاء الإسلام بالإصلاح العام لما أحدثه الأنام فقام المعارضون ضد المصلحين الحقيقيين الذين هم المرسلون وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[الأعراف: ٦٠]، وقالوا لهود عليه السلام: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا[الأعراف:٧٠]، وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ[ص:٤، ٥].

وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلما نوهنا أو نبهنا إلى خطإ أو فساد في العقائد والعوائد أو عارضنا المفاسد والمعابد بالباطل أو ذكرنا الملل والنحل التي تفرعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد قام في وجوهنا فريق من البله الجامدين المغفلين وخرجوا إلينا بطرا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصاحين فيلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون».

[أبو يعلى الزواوي «الشهاب» (٣/ ٣٥١)]

 



الصبر على الأذى في سبيل الإصلاح

«وإن تعجب فعجب أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يذعنوا لأباطيلهم ويطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، وما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزَّل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا وكأنَّ هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبنا وما كتبه إخواننا من أهل الدين والبصيرة النافذة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ، وأن الله يعلم والمسلمين يعلمون أنه لولا أن الله تعالى أمرنا بأن نبلغ هذا الدين كما أخذناه لا ننقص ولا نزيد ولولا أننا نزحزح أنفسنا عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ما رضينا لأنفسنا أن نخاطب هذه الهلثاء التي لا فقه لها ولكننا سوف نثبت حيث أمرنا الله مستميتين في الدفاع عن الدين ولو قطعنا إربا أو رمى بنا في أتون وإن نحن لقينا ما لقينا فحسبنا:

ما أنت إلا أصبع دميت         وفي سبيل الله ما لقيت»

[العربي التبسي «الشهاب» (٣/ ٢٩٧)]

 



عنوان سعادة العبد وشقائه

«وكثيرًا ما يجمع اللهُ تعالى بين الصلاة والزَّكاة في القرآن؛ لأنَّ الصلاة متضمِّنةٌ الإخلاصَ للمعبود، والزكاة والنفقة متضمِّنةٌ الإحسانَ إلى عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصُه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أنَّ عنوان شقاوة العبد عدمُ هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان».

[«تفسير السعدي» (١/ ١٠)]

 



أصول الخطايا

«أصول الخطايا كلُّها ثلاث: الكِبر وهو: الذي أصار إبليسَ إلى ما أصاره؛ والحرص وهو: الذي أخرج آدم من الجنَّة؛ والحسد وهو: الذي جرَّأ أحد ابني آدم على أخيه. فمن وُقِيَ شرَّ هذه الثلاث فقد وُقي الشرَّ، فالكفر من الكِبر، والمعاصي من الحرص، والبغي والظلم من الحسد».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٥٨)]

 



هجر القرآن

«هجر القرآن أنواع:

١ـ هجر سماعه، والإيمانِ به، والإصغاءِ إليه.

٢ـ هجر العمل به، والوقوفِ عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.

٣ـ هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدِّين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأنَّ أدلَّته لفظيةٌ لا تحصل العلم.

٤ـ هجر تدبُّره وتفهُّمه، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.

٦ـ هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به.

وكلُّ هذا داخل في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا[الفرقان: ٣٠].

[«الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٨٢)]

 



الاستخفاف بالناس

قال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: «من استخفَّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفَّ بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخفَّ بالإخوان ذهبت مروءته».

[«سير أعلام النبلاء» للذهبي (٨/ ٤٠٥)]

 



التلازم بين العلم والعمل وبين العمل والإخلاص

«لو نفع العلم بلا عملٍ لَما ذمَّ الله سبحانه وتعالى أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاصٍ لَما ذمَّ المنافقين».

[«فوائد الفوائد» لابن القيِّم (٤٥٩)]

 



قيمة الوقت

«إضاعة الوقت أشدُّ من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله وعن الدار الآخرة، والموتُ يقطعك عن الدنيا وأهلها، والدنيا من أوَّلها إلى آخرها لا تساوي غمَّ ساعةٍ فكيف بغمِّ العمر؟».

[«فوائد الفوائد» لابن القيِّم (٤٥٨)]

 



حقيقة العاقل

قال سفيان بن عيينة ـ رحمه الله ـ: «ليس العاقل الذي يَعرِفُ الخيرَ والشرَّ؛ إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتَّبعه، وإذا رأى الشرَّ اجتنبه».

[«حلية الأولياء» لأبي نعيم (٨/ ٣٣٩)، و«شعب الإيمان» للبيهقي (٤٦٦٤)]

 



أصول الإسلام

«وفي الكلام المأثور عن الإمام أحمد: أصول الإسلام أربعة: دالٌّ ودليلٌ، ومُبيِّنٌ ومستدِلٌّ، فالدَّالُّ هو: الله، والدليل هو: القرآن، والمبيِّن هو: الرسولُ صَلَّى الله عليه وآله وسلَّم، قال الله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ[النحل: ٤٤]، والمستدِلُّ هم: أولو العلم وأولو الألباب الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم».

[«النبوَّات» لابن تيمية (٢٤٨)]

 



من ترك شيئًا لله عَوَّضه الله خيرًا منه

«إنَّما يجد المشقَّةَ في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أمَّا من تركها صادقًا مُخلِصًا مِن قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقَّةً إلَّا في أَوَّل وهلة، لِيُمتحَن: أصادقٌ هو في تركها أم هو كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقَّة قليلًا استحالت لذَّةً. قال ابن سيرين: سمعتُ شُرَيْحًا يحلف بالله ما ترك عبدٌ لله شيئًا فوجد فَقْدَه».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١/ ١٠٧)]

 



كَنْزٌ عظيم

«قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِنْ مِن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ[الحجر: ٢١]، متضمِّنٌ لكَنْزٍ من الكنوز، وهو أن يطلب كلَّ شيءٍ لا يطلب إلَّا ممَّن عنده خزائنه، ومفاتيح تلك الخزائن بيده، وأنَّ طلبه من غيره طلب ممَّن ليس عنده ولا يقدر عليه».

[«الفوائد» لابن القيِّم (٢٨٥)]

 



أصدق الناس

«ليس للعبد شيءٌ أنفع من صدقه ربه في جميع أموره مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ[محمَّد: ٢١]، فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل، فصدق العزيمة جمعها وعدم التردد فيها، بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم، فإذا صدقت بقي عليه صدق الفعل وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه، وأن لا يتخلف عنه شيء من ظاهره وباطنه، فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور، ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكُّل، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله».

[«الفوائد» لابن القيِّم (٢٦٦)]

 



سرُّ إخفاء الدعاء

«إنَّ أعظم النِّعمة: الإقبالُ والتعبُّدُ، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قدرها دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمةَ أعظمُ مِن هذه النعمة ـ يعني دعاءَ الله عزَّ وجلَّ ـ فإنَّ أنْفُس الحاسدين مُتعلِّقةٌ بها، وليس للمحسود أسلمُ مِن إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا[يوسف: ٥] الآية، وكم مِن صاحب قلبٍ وجمعيةٍ وحالٍ مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبه إيَّاها الأغيارُ، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السرِّ مع الله تعالى، ولا يطَّلع عليه أحدٌ».

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (١٥/ ١٨)]

 



الهلاك في رؤية النفس، والفلاح في ترك ذلك

«فلا شيء أنفعُ للصادق من التحقُّق بالمسكنة والفاقة والذلِّ وأنه لا شيء، وأنه ممَّن لم يصحَّ له بعدُ الإسلامُ حتَّى يدَّعيَ الشرفَ فيه.

ولقد شاهدتُ من شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس اللهُ روحَه من ذلك أمرًا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرًا: «ما لي شيءٌ، ولا منِّي شيءٌ، ولا فيَّ شيءٌ»، وكان كثيرًا ما يتمثَّل بهذا البيت:

أنا المكدي وابن المكدي * وهكذا كان أبي وجدِّي

وكان إذا أُثني عليه في وجهه يقول: «والله إنِّي إلى الآن أجدِّد إسلامي كلَّ وقتٍ، وما أسلمتُ بعدُ إسلامًا جيِّدًا»».

[«مدارج السالكين» لابن القيِّم (١/ ٥٨١)]

 



دعائم الصدع بالحقِّ

«الصدع بالحقِّ عظيمٌ يحتاج إلى قوَّةٍ وإخلاصٍ، فالمخلص بلا قوَّةٍ يعجز عن القيام به، والقويُّ بلا إخلاصٍ يُخْذَل، فمن قام بهما كاملًا فهو صدِّيقٌ، ومن ضَعُفَ فلا أقلَّ من التألُّم والإنكار بالقلب، ليس وراء ذلك إيمانٌ، فلا قوَّة إلَّا بالله».

[«سير أعلام النبلاء» للذهبي (٩/ ٤٣٤)]

 



حقيقة العلم النافع

«تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن وفسَّره الرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم قولًا وفعلًا ولم يأتِ نهيٌ عنه، قال عليه السلام: «مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»، فعليك يا أخي بتدبُّر كتاب الله، وبإدمان النظر في «الصحيحين» و«سنن النسائي» و«رياض النواوي» و«أذكاره» تُفْلِحْ وتُنْجِحْ، وإيَّاك وآراء عُبَّاد الفلاسفة، ووظائفَ أهل الرياضات، وَجُوع الرهبان، وخطابَ طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكلُّ الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه بالله، اللهمَّ اهدِنا إلى صراطك المستقيم».

[«سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٩/ ٣٤٠)]

 



صفة القلب الذي يقبل العلم ويزكو فيه

«وبلغنا عن بعض السلف قال: «القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله أرقها وأصفاها » وهذا مثل حسن، فإن القلب إذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم سهلا يسيرا ورسخ العلم فيه وثبت وأثر، وإن كان قاسيا غليظا كان قبوله للعلم صعبا عسيرا، ولا بد مع ذلك أن يكون زكيا صافيا سليما، حتى يزكو فيه العلم، ويثمر ثمرا طيبا وإلا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم، وكان كالدغل في الزرع إن لم يمنع الحب من أن ينبت منعه أن يزكو ويطيب، وهذا يبين لأولي الأبصار»

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٩/ ٣١٥)]

 



الجرح المقبول

قال ابنُ عبد البرِّ: «إنَّ من صحَّت عدالتُه، وثبتت في العلم إمامتُه، وبانت ثِقَتُه وبالعلم عنايتُه؛ لم يُلتفت فيه إلى قول أحدٍ إلَّا أن يأتيَ في جرحته ببيِّنةٍ عادلةٍ يصحُّ بها جرحتُه على طريق الشهادات والعملِ فيها من المشاهدة والمعاينة».

[«جامع بيان العلم وفضله» (٢/ ١٥٢)]

 



سبيل الإخلاص

«لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبَّته المدحَ والثناء والطمع فيما عند الناس إلَّا كما يجتمع الماء والنار، والضبُّ والحوت، فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأَقْبِلْ على الطمع أوَّلًا فاذبحه بسكِّين اليأس، وأَقْبِلْ على المدح والثناء فازهد فيهما زُهْدَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبحُ الطمع، والزهد في الثناء والمدح سَهُلَ عليك الإخلاص».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١٩٥ ـ ١٩٧)]

 



في العمل عند استبطاء الفرج

«... وأيضًا فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرجَ، وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجعُ إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنما أُتيتُ مِن قِبَلك، ولو كان فيكِ خيرٌ لَأُجِبْتِ، وهذا اللوم أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطاعات، فإنه يوجب انكسارَ العبد لمولاه واعترافَه له بأنه أهلٌ لِما نزل به من البلاء، وأنه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكُرَب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبُهم من أجله».

[«جامع العلوم والحكم» لابن رجب (١/ ٤٩٤)]

 



الإنصاف والاعتدال في الحكم على الرجال

«إنَّ الرجل العظيم في العلم والدين مِن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قدحا في ولايته وتقواه، بل في بره وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد، والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عَظَّم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه، وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق، ويعلم أنَّ الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم».

[«منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (٤/ ٥٤٣ ـ ٥٤٤)]

 



من عقوبة الحسود

«لا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبةً أكثر ممَّا هو فيه فإنه في أمرٍ عظيمٍ متَّصلٍ لا يرضيه إلَّا زوال نعمتك، وكلَّما امتدَّت امتدَّ عذابُه فلا عيش له، وما طاب عيش أهل الجنَّة إلَّا حين نُزع الحسد والغِلُّ من صدورهم، ولولا أنه نُزع تحاسدوا وتنغَّص عيشهم».

[«صيد الخاطر» لابن الجوزي (٣٦٢)]

 



من صفات أهل السنَّة و الجماعة

«أئمَّة السنَّة والجماعة وأهل العلم والإيمان: فيهم العلمُ والعدل والرحمة، فيعلمون الحقَّ الذي يكونون به موافقين للسنَّة سالمين مِن البدعة، ويعدلون على مَن خرج منها ولو ظلمهم كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[المائدة: ٨]، ويرحمون الخلقَ فيريدون لهم الخيرَ والهدى والعلم، لا يقصدون الشرَّ لهم ابتداءًا، بل إذا عاقبوهم وبيَّنوا خطأَهم وجَهْلَهم وظُلْمَهم؛ كان قصدُهم بذلك بيانَ الحقِّ ورحمةَ الخلق والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر وأن يكون الدينُ كلُّه لله، وأن تكون كلمةُ الله هي العليا».

[«الردُّ على البكري» لابن تيمية (٢٥١)]

 



بين الصدق والادعاء في محبة النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم

«الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدُعُّ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه».

[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (٢/ ١٣٢)]