في حكم تشكيل الحيوانات بالأصابع على الحائط | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 9 شوال 1445 هـ الموافق لـ 18 أبريل 2024 م



الفتـوى رقم: ٨١٦

الصنـف: فتاوى متنوِّعة

في حكم تشكيل الحيوانات بالأصابع على الحائط

السـؤال:

هل يُعَدُّ تشكيل صور الحيوانات بالأصابع في الظلمة على الحائط، مِن الصور المحرَّمة؟ وبارك الله فيكم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإذا مُورِست هذه الأشكال باليد في الظُّلْمَةِ فلا تخلو مِن أمرين:

- فإن كانت على سبيل التلهِّي واللعب مع الأولاد بهذه الأشكال فلا مانع منها، إذ هي دون الصورة المرسومة والمجسَّمة والمطرَّزة، ويشهد لهذا قصَّةُ عائشةَ رضي الله عنها وفَرَسِها الذي كان له جناحان، وإقرارُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لها على ذلك(١)، كما كانت تقتني لُعَب البنات وتلعب بها مع رفيقاتها على مرأًى مِن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فلا يُنكِرُ عليها.

- أمَّا إن كانت على غير ذلك المقصد فالأَوْلَى تركُه، لئلاَّ يُفْضِيَ التساهلُ بهذا العمل إلى تخطيط الصورة ذات الروح وتشكيلها فعليًّا، الأمر الذي تُرَدُّ فيه النصوصُ الوعِيديةُ المحرَّمة للصورة لذلك يُمنع سدًّا للذريعة.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وَسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٤ جمادى الثانية ١٤١٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٦ أكتوبر ١٩٩٧م


(١) أخرجه أبو داود في «الأدب» (٤٩٣٢)، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟» قَالَتْ: «بَنَاتِي»، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟» قَالَتْ: «فَرَسٌ»، قَالَ: «وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟» قَالَتْ: «جَنَاحَانِ»، قَالَ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟» قَالَتْ: «أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟» قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ»، وصحَّحه الألباني في «آداب الزفاف» (١٧٠)، وأصله في البخاري في «الأدب» باب الانبساط إلى الناس (٦١٣٠).