Skip to Content
الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 28 مارس 2024 م



تأثُّر الظاهر بالباطن

«وهذا الحسن والجمال الَّذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الَّذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ـ كما تقدَّم ـ، ثمَّ إنَّ ذلك يقوى بقوَّة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة، فكلَّما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال، وكلَّما قوي الإثم والعدوان قوي القبح والشين حتَّى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسنٍ وقبحٍ، فكم ممَّن لم تكن صورته حسنةً ولكنْ من الأعمال الصالحة ما عظم بِهِ جماله وبهاؤه حتَّى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورًا بيِّنًا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوهَ أهل السنَّة والطاعة كلَّما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتَّى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوهَ أهل البدعة والمعصية كلَّما كبروا عظم قبحها وشينها حتَّى لا يستطيع النظرَ إِلَيْهَا من كان منبهرًا بها في حال الصغر لجمال صورتها».

[«الاستقامة» لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٣٦٥)]