Skip to Content
الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 28 مارس 2024 م



نصيحةٌ مزعومةٌ

الافتراء

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا، من يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أنْ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله .

أمَّا بعد: فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمَّدٍ ، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .

الحمد لله الذي جعل العلماء همزة وصلٍ بين الطلبة، فكلُّ صغيرٍ أو كبيرٍ أفْتَوْا فيه و ألَّفوا فيه، فعليكم أيُّها الطلبة الكرام أن ترجعوا إلى علمائكم وتأخذوا عنهم الزبد فتصيبوا في طلب العلم والتحصيل إن شاء الله، أمَّا إن ربطتم أنفُسكم بأئمَّة المساجد وطلبة العلم الصغار لن تصيبوا العلمَ ويفوتكم الكثير مِن المسائل الفقهية والعقائدية الهامَّة والتي على المسلم عدمُ الجهل بها.

أمَّا إن أخذتم المسائلَ البسيطة على طلبة العلم المجتهدين أمثال حسن وصالح آل الشيخ وسالم الهلالي وغيرهم من كبار طلبة العلم فهذا لا بأس به والله المستعان.

أمَّا بخصوص الطلبة الصغار في العلم أمثال الشيخ العثماني وبن حنيفة عابدين فهؤلاء لا يفرِّقون بين المناهج فيخلقون شبه إمَّا بقصدٍ أو بغير قصدٍ، وقد درستُ مجمل كتب حنيفة المتداوَلة في مكتبتنا فرأيتُ خلطًا في فقهه وأصوله، فمثلًا يقول: كيف نخدم الفقه المالكيَّ؟، ويقول: قال صاحب «المحكم» في كتابه: كذا وكذا، ونحن نعلم أنَّ صاحب «المحكم» ابن قدامة على المذهب الحنفيِّ، فيخلط بين المذاهب ويأخذ بالرأي الضعيف في مجمل كتبه مثل «القول الثبت في صيام يوم السبت» فيستنصر القولَ الضعيف وقد ألَّفتُ شريطًا حول صيام يوم السبت بعد أن اطَّلعتُ على أقوال أهل العلم في هذه المسألة، وقد رجَّحتُ ما رجَّحه أهل العلم.

أمَّا كتبه الأخرى لم أطَّلع عليها بدقَّةٍ مثل كتابه: «هل الحزبية وسيلةٌ للحكم بما أنزل الله؟»، وكتاب «أبي رأسٍ الناصريِّ، حياته وتصوُّفه» الذي أعطاني إيَّاه أحد الطلبة للتعليق عليه فلم أجد ردًّا واضحًا من الشيخ على أبي رأسٍ الناصريِّ في صوفيته المنتشرة بين الولايات سوى سرد قصصٍ من سيرته و ذكرِ أقوال الصوفية بدون تعليقٍ عليها، وهذا إن دلَّ على شيءٍ إنما يدلُّ على إقراره بما في الكتاب أو لضعفه في الردِّ على شخصيات البارزة في المجتمع حتى لا ينفر منه الناس، من بين هذه الشخصيات الأمير عبد القادر وغيره مثل أبي رأسٍ الناصريِّ.

إنَّ طالب العلم إن أراد الرَّدَّ على أحد المبتدعة مِن المتصوِّفة والإخوان والقطبين عليه أن يكون قويًّا في هذا الميدان، لأنَّ الرَّدَّ يحتاج إلى دليل القطعيِّ والنقل الثابت الصحيح عنه، فإن لم يكن أهلًا لهذا فاليدعْهُ ويتركْ مَن هو أقوى منه علمًا في هذا الباب والله المستعان.

أنصحكم نصيحةَ الأخ الأكبر لإخوته بأن تتمسَّكوا بالدين وتتعلَّموا ما فيه مِن أحكامٍ وحِكَمٍ وأن تدع التعالم لأنه مفسدةٌ، واربِطوا أنْفُسَكم بالعلماء الثقات السلفيين لأنهم خير خلفٍ لخير سلفٍ، وابتعدوا عن المبتدعة والغلاة من المتصوِّفة والمندسِّين تحت المنهج السلفيِّ وحذروهم وحذِّروا منهم لأنهم مارقين في الشبه والقليل الناجي والله المستعان.

وأخيرًا أسأل اللهَ لي ولكم الثباتَ على المنهج السلفيِّ وأن يجعلنا خيرَ خلفٍ لخير سلفٍ وأدعوا الله أن يهديَ إخواننا العصاةَ ويردَّهم ردًّا جميلًا، وأن يُلْبِسنا ثوبَ السلف فنكون هداةً مهدين، واستغفر اللهَ لي ولكم إنه غفارًا.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

نصيحة الشيخ د. محمَّد علي فركوس لطلبته.

التكذيب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فلقد أُطلعت على فحوى رسالة الإخوة في الله مِن مدينة معسكر ـ حرسها الله مِن كلِّ سوءٍ ـ، كاشفين إرادتَهم في بغية التحقيق في مدى صحَّة نسبة المقالة الموسومة ﺑ «نصيحة الشيخ د. محمَّد علي فركوس لطلبته» المتداولة بين الطلبة والعوامِّ في مدينة معسكر وغيرهـا من المدن والقرى، وقد تضمَّنتِ انتقاصًا لبعض الدعاة السلفيين مثل الشيخ صالح آل الشيخ وسليم الهلالي وغيرهما، كما احتوت جرحًا لبعض أعيان دعاةِ منطقتهم ونقدًا لكتبهم وآرائهم. فإنَّ أبا عبد المعزِّ فركوس ينكر هذه النسبةَ مطلقًا، ويشهد أنه ما تعرَّض في مجلسٍ ولا ملتقًى ولا مَجْمعٍ لهؤلاء الدعاة والأعيان المذكورين، ولم يعلم من قبلُ بهذه النصيحة ولا خطَّها بيمينه، وأنَّ أسلوب كتابتها مغايرٌ لأسلوبه، فضلًا على أنه لم يسبق وأن اطَّلع على مجمل كتب بن حنفية عابدين ولا على أفكاره وآراءه ومنهجه.

لذلك أنصح كاتبَ هذه «النصيحة» ومن معه أنه ـ بغضِّ النظر على مدى صحَّة ما أورده فيها من حقائق وبياناتٍ ـ فيجب عليه أن يتحلَّى بخُلق الصدق وأن يلتزمه ظاهرًا وباطنًا في أقواله وأفعاله، فيصدق في معالمه مع إخوته وغيرهم، فإنَّ الكذب والغشَّ والخديعة والتزوير والتغرير من صفات أهل النفاق والخيانة، لذلك يجب الاتِّصاف بالصدق لكونه من مميِّزات الإيمان ومكمِّلات الإسلام، وقد أثنى الله على المتَّصفين به في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ ١١٩﴾ وقد أمر رسول الله بالصدق، وبيَّن أنه يهدي إلى البرِّ والبرَّ يهدي إلى الجنَّة التي هي أسمى غايات المسلم وأقصى أمانيِّه، وحذَّر من الكذب، وبيَّن أنه يهدي إلى النار، والنارُ أشدُّ ما يخافه المسلم ويتَّقيه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر: ١٥ ربيعٍ الثاني ١٤٢٥ﻫ