الطليعة | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 7 شوال 1445 هـ الموافق لـ 16 أبريل 2024 م

 

 

الطليعة

إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفُسِنا، ومِنْ سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّدا عبدُه ورسولُه، أمَّا بعد:

فيغلب استعمالُ لفظِ النيَّة عند الفقهاءِ للدَّلالة على القَصْدِ بمعنيَيْهِ:

.الأوَّل: قصدُ الفعل المُرادِ تحقيقُه وإحرازُه، وهو قصدُ العبادة ويُسمَّى: النِّيَّةَ المُباشِرة أو النِّيَّةَ الأولى.

.والثاني: قصدُ الغاية المُبتغاةِ مِنْ وراءِ تلك العبادةِ أو ذلك الفعل، وهو قصدُ المعبود، ويُسمِّيه علماءُ التوحيد والسلوكِ ﺑ «الإخلاص» أو النيَّة غير المُباشِرة أو النِّيَّة الثانية، وقد نصَّ ابنُ تيميَّة ـ رحمه الله ـ(١) على هذا التَّقسيمِ بقوله: «..وأصلُ ذلك: أنَّ النِّيَّةَ المعهودةَ في العبادات تشتمل على أمرين: على قصد العبادة، وعلى قصد المعبود.

وقصدُ المعبود: هو الأصلُ الذي دلَّ عليه قولُه تعالى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ[البيِّنة: ٥]، وقولُ النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»(٢)؛ فإنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ميَّز بين مقصودٍ ومقصودٍ، وهذا المقصود ـ في الجملة ـ لا بُدَّ منه في كُلِّ فعلٍ اختياريٍّ.

وأمَّا قصدُ العبادة فقصدُ العملِ الخاصِّ، فإنَّ مَنْ أراد اللهَ والدَّارَ الآخرة بعمله: فقَدْ يريده بصلاةٍ وقد يريده بحجٍّ، وكذلك مَنْ قَصَد طاعتَه بامتثالِ ما أَمَره به فقَدْ أطاعه في هذا العمل، وقد يقصد طاعتَه في هذا العمل، فهذا القصد الثاني، مثل قصدِ الصلاة دون الصوم، ثمَّ صلاةِ الظهر دون صلاة العصر، ثمَّ الفرضِ دون النفل، وهي النِّيَّة التي تُذْكَر ـ غالبًا ـ في كُتُب الفقه المتأخِّرة، وكُلُّ واحدةٍ مِنَ النِّيَّتَيْن فرضٌ في الجملة.

أمَّا الأولى: فبها يتميَّز مَنْ يعبد اللهَ مُخلِصًا له الدِّينَ ممَّنْ يعبد الطَّاغوتَ أو يُشرِك بعبادةِ ربِّه، ومَنْ يريد حَرْثَ الآخرةِ ممَّنْ يريد حَرْثَ الدُّنيا، وهو الدِّينُ الخالصُ لله الذي تشترك فيه جميعُ الشَّرائعِ، الذي نهى الأنبياءَ عن التَّفرُّق فيه، كما قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ[الشُّورى: ١٣].

وأمَّا النِّيَّة الثانية: فبها تتميَّز أنواعُ العباداتِ وأجناسُ الشرائع، فيتميَّز المصلِّي مِنَ الحاجِّ والصائم، ويتميَّز مَنْ يصلِّي الظُّهرَ ويصوم قضاءَ رمضانَ ممَّنْ يصلِّي العصرَ ويصوم شيئًا مِنْ شوَّالٍ، ويتميَّز مَنْ يتصدَّق عن زكاةِ مالِه ممَّنْ يتصدَّق مِنْ نذرٍ عليه أو كفَّارةٍ(٣).

وأصناف العبادات ممَّا تتنوَّع فيه الشرائعُ، إذ الدِّينُ لا قِوامَ له إلَّا الشريعةُ، إذ أعمالُ القلوبِ لا تَتِمُّ إلَّا بأعمال الأبدان، كما أنَّ الروح لا قِوامَ لها إلَّا البدنُ»(٤) [بتصرُّفٍ].

وهذا المعنى مِنْ قصدِ العبادةِ قد أَفصحَ عنه ابنُ حزمٍ(٥) ـ رحمه الله ـ مِنْ قبلُ حيث اعتبر أنَّ النِّيَّةَ في العبادة «سِرُّ العبوديَّة وروحُها، ومَحَلُّها مِنَ العملِ محلُّ الرُّوح مِنَ الجسد، ومُحالٌ أَنْ يُعتبَر في العبوديَّةِ عملٌ لا رُوحَ له معه، بل هو بمنزلة الجسد الخراب»(٦).

وفي هذا السياقِ بيَّن ابنُ القيِّم(٧) ـ رحمه الله ـ منزلةَ النِّيَّة بقوله: «فأمَّا النِّيَّةُ فهي رأسُ الأمرِ وعمودُه، وأساسُه وأصلُه الذي عليه يُبنى؛ فإنها روحُ العملِ وقائدُه وسائقه، والعملُ تابعٌ لها، يُبنى عليها، يصحُّ بصِحَّتِها، ويَفْسُد بفسادها، وبها يُستجلَبُ التوفيقُ، وبِعَدَمِها يحصل الخذلانُ، وبحسَبِها تتفاوت الدرجاتُ في الدنيا والآخرة»(٨).

هذا، والنِّيَّات تُشكِّلُ مَباحِثَ مُهِمَّةً في مختلف العلوم وأبواب الفقه، وهي ـ في الحقيقة ـ غيرُ محصورةٍ بعددٍ، فإنه وإِنْ صرَّح الشَّافعيُّ(٩) ـ رحمه الله ـ أنَّ حديث النِّيَّة يدخل في سبعين بابًا مِنَ الفقه، وما تَرَك لمُبطِلٍ ولا مُضارٍّ ولا مُحتالٍ حجَّةً إلى لقاء الله تعالى(١٠)، فقَدْ علَّق النَّوويُّ(١١) ـ رحمه الله ـ على ذلك بأنَّه لم يُرِدِ انحصارَ أبوابه في هذا العدد، بل إنَّها أكثرُ مِنْ ذلك(١٢)، وقال السيوطيُّ(١٣) ـ رحمه الله ـ في آخِرِ قاعدةِ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ما نصُّه: «اشتملَتْ قاعدةُ: «الأُمُورُ بِمَقَاصِدِهَا» على عِدَّةِ قواعدَ كما تَبيَّن ذلك مشروحًا، وقد أتَيْنا على عيونِ مسائلها، وإلَّا فمَسائِلُها لا تُحصى وفروعُها لا تُستقصَى»(١٤)، وقال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ في تبعيَّة العمل للنِّيَّة: «إنَّ العامل ليس له مِنْ عمله إلَّا ما نَوَاه، وهذا يعمُّ العباداتِ والمعاملاتِ والأيمانَ والنذورَ وسائرَ العقودِ والأفعال»(١٥).

لأجلِ ذلك كان أمرُ النِّيَّات مَحَلَّ عناية العلماء واهتمامِهم على اختلاف تخصُّصاتهم، فحَظِيَتْ ـ بذلك ـ موضوعاتُها بالتَّأليف والتناول، وأُفرِدَتْ لها مؤلَّفاتٌ ورسائلُ، منها: ما ألَّفه ابنُ تيميَّة ـ رحمه الله ـ في كتابٍ فريدٍ سمَّاهُ: «الأعمال بالنِّيَّات»(١٦)، كما وَضَع أبو العبَّاس القَرَافيُّ(١٧) ـ رحمه الله ـ مؤلَّفَه الموسومَ ﺑ «الأمنية في إدراك النِّيَّة»(١٨)، وشَرَح السيوطيُّ ـ رحمه الله ـ (ت: ٩١١ﻫ) حديثَ النِّيَّات في كتابٍ بعنوان: «منتهى الآمال شرح حديث: إِنَّمَا الأَعْمَالُ»(١٩)، وكذا شَرَحه محمَّد عارف ابن أحمد في مؤلَّفٍ سَمَّاهُ: «الذَّخيرة المَرْضِيَّة في شرح: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ»(٢٠)، وللدكتور صالح بن غانم السدلان كتابٌ بعنوانِ: «النِّيَّة وأثرُها في الأحكام الشرعيَّة»(٢١)، وللدكتور عمر سليمان الأشقر ـ أيضًا ـ مؤلَّفٌ موسومٌ ﺑ «مقاصد المكلَّفين فيما يُتعبَّد به لربِّ العالَمِين» أو «النِّيَّات في العبادات»(٢٢)، وكذا لمحمَّد رؤوف بهنسي مؤلَّفٌ بعنوان: «النِّيَّة في الشريعة الإسلاميَّة»(٢٣) وغيرهم.

ونظرًا لعظيمِ موقع النِّيَّات وخطرِها على الأعمال؛ فقَدْ رأيتُ مِنَ المُفيدِ أَنْ أُسْهِمَ في تقريبِ مادَّتها وموضوعاتها إلى الأفهام، وإظهارِ حقيقتها وما يتَّصِل بها مِنْ أحكامٍ في هذه الرسالةِ المُتواضِعةِ التي سمَّيْتُها: «تقريب الأفهام إلى ما في مباحثِ النِّيَّة مِنَ الأحكام».

وأخيرًا أسألُ اللهَ تعالى العونَ والتوفيق والسَّداد، في تحقيق المبتغى والمَزيدِ مِنْ كُلِّ عملٍ جادٍّ، فهو نِعْمَ المعينُ على الخير، وخيرُ كفيلٍ بالثَّواب، وصَدَق الشاعرُ إذ يقول:

إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ لِلْفَتَى *** فَأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ(٢٤)

وقال آخَرُ:

إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ لِلْفَتَى *** أَتَتْهُ الرَّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ(٢٥)

وقال آخَرُ:

إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ لِلْفَتَى *** فَكُلُّ مُعِينٍ مَا عَدَا اللهَ خَاذِلُ(٢٦)

والحمد لله ربِّ العالَمِين، وصلَّى اللهُ على محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٣ من ذي القعدة ١٤٣١ﻫ
المُـوافـــق ﻟ: ٣١ أكـتــوبــر ٢٠١٠م

ـ يُتبَع ـ



(١) هو أبو العبَّاسِ تَقِيُّ الدِّينِ أحمدُ بنُ عبد الحليم ابنِ تيمية الحرَّانيُّ الدمشقيُّ الحنبليُّ، الإمامُ المُحقِّقُ، الحافظُ المجتهد، شيخُ الإسلام، نادرةُ عصرِه، انتهَتْ إليه الإمامةُ والرئاسةُ في العلم والعمل، كان سيفًا مسلولًا على المُخالِفين، وشجًا في حلوقِ أهل الأهواء المُبْتَدِعين، وشهرتُه تُغْني عن الإطناب في ذِكْرِه، له تصانيفُ عديدةٌ منها: «اقتضاءُ الصراطِ المستقيم مُخالَفةَ أصحاب الجحيم»، و«السياسةُ الشرعيةُ في إصلاح الراعي والرعيَّة»، «منهاجُ السنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقَدَرية»؛ تُوُفِّيَ بدمشق سنةَ: (٧٢٨ﻫ).

انظر ترجمته في: «دُوَل الإسلام» للذهبي (٢/ ٢٣٧)، «فوات الوفيات» للكتبي (١/ ٧٤)، «مرآة الجنان» لليافعي (٤/ ٢٧٧)، «البداية والنهاية» لابن كثير (١٤/ ١٣٢، ١٣٥، ١٤٦)، «الدُّرَر الكامنة» لابن حجر (١/ ١٥٤)، «طبقات الحُفَّاظ» للسيوطي (٥٢٠)، «طبقات المفسِّرين» للداودي (١/ ٤٦)، «شذرات الذهب» لابن العماد (٦/ ٨٠)، «البدر الطالع» للشوكاني (١/ ٦٣)، «الفتح المبين» للمراغي (٢/ ١٣٤)، «الفكر السامي» للحَجْوي (٢/ ٤/ ٣٦٢).

(٢) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الإيمان» (١/ ١٣٥) بابُ ما جاء أنَّ الأعمالَ بالنِّيَّة والحِسبة، ولكُلِّ امرئٍ ما نوى، ومسلمٌ في «الإمارة» (١٣/ ٥٣) بابُ قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «إنما الأعمال بالنِّيَّة»، وأنه يدخل فيه الغزوُ وغيرُه مِنَ الأعمال، مِنْ حديثِ عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه.

(٣) سيأتي ذلك مفصَّلًا في المباحث اللاحقة.

(٤) «مجموع الفتاوى» لابن تيميَّة (٢٦/ ٢٣ ـ ٢٥).

(٥) هو أبو محمَّدٍ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ سعيد بنِ حزم بنِ غالبٍ الظاهريُّ الفارسيُّ الأصلِ الأندلسيُّ القرطبيُّ؛ عالمُ الأندلسِ في عصره وأحَدُ أئمَّةِ الإسلام. له مُؤلَّفاتٌ علميَّةٌ عديدةٌ نافعةٌ وقيِّمةٌ في مُختلفِ العلومِ والفنون منها: «الإحكامُ في أصول الأحكام»، و«المُجلَّى»، و«المُحلَّى بالآثار في شرح المُجلَّى بالاختصار» أو «المُحلَّى في شرح المُجلَّى بالحُجَجِ والآثار»، و«الفصلُ في المِلَلِ والأهواء والنِّحَل»، و«مَراتِبُ الإجماع»، و«جمهرةُ أنسابِ العرب»، ورسالةٌ في الطبِّ النبويِّ، وغيرُها مِنَ المُصنَّفات. تُوُفِّيَ ابنُ حزمٍ سَنَةَ: (٤٥٦ﻫ ـ ١٠٦٣م).

انظر ترجمته في: «الإعلام بمنثورِ تراجم المشاهير والأعلام» (ص ٢٤٣).

(٦) «إحكام الأحكام» لابن حزم (٢/ ٧٠٦ ـ ٧٠٧).

(٧) هو أبو عبد الله شمسُ الدِّين محمَّدُ بنُ أبي بكر بنِ أيُّوبَ الزُّرعيُّ الدِّمشقيُّ، ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ الحنبليُّ؛ الفقيهُ الأصوليُّ المُفسِّرُ النحويُّ، أحَدُ كِبارِ العُلَماء؛ قال عنه الشوكانيُّ ـ رحمه الله ـ: «بَرَعَ في جميع العلوم، وفاقَ الأقرانَ، واشتهر في الآفاق، وتَبَحَّرَ في معرفةِ مَذاهِبِ السلف»؛ له كُتُبٌ عديدةٌ، منها: «إعلامُ المُوقِّعين»، و«زادُ المَعاد»، و«شفاءُ العليل»، و«إغاثةُ اللهفان»؛ تُوُفِّيَ سَنَةَ: (٧٥١ﻫ ـ ١٣٥٠م).

انظر ترجمته في: «الإعلام بمنثورِ تراجم المشاهير والأعلام» (ص ٣٤٤).

(٨) «إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (٤/ ١٩٩).

(٩) هو أبو عبد الله محمَّدُ بنُ إدريس بنِ العبَّاس القُرَشيُّ المُطَّلِبيُّ الشافعيُّ المكِّيُّ؛ الإمامُ المجتهد المُحدِّث الفقيه صاحِبُ المذهبِ وتلميذُ مالكٍ ـ رحمه الله ـ؛ مَناقِبُه عديدةٌ؛ له مُصنَّفاتٌ في أصول الفقه وفروعِه وغيرِها، أَشْهَرُها: «الرسالةُ» في أصول الفقه، و«الأمُّ» في الفقه، و«أحكامُ القرآن»، و«اختلافُ الحديث»؛ تُوُفِّيَ سَنَةَ: (٢٠٤ﻫ ـ ٨١٩م).

انظر ترجمته في: «الإعلام بمنثورِ تراجم المشاهير والأعلام» (ص ٣٤١).

(١٠) انظر: «الأشباه والنظائر» للسيوطي (٩)، «فيض القدير» للمناوي (١/ ٣٢).

قال ابن حجرٍ ـ رحمه الله ـ في «فتح الباري» (١/ ١١): «واتَّفَق عبد الرحمن بنُ مهديٍّ والشافعيُّ ـ فيما نَقَله البُوَيطيُّ عنه ـ وأحمد ابنُ حنبلٍ وعليُّ بنُ المَدينيِّ وأبو داود والترمذيُّ والدارقطنيُّ وحمزةُ الكِنَانيُّ على أنه ثُلُثُ الإسلام، ومنهم مَنْ قال: رُبُعُه، واختلفوا في تعيين الباقي؛ وقال ابنُ مهديٍّ ـ أيضًا ـ: يدخل في ثلاثين بابًا مِنَ العلم، وقال الشافعيُّ: يدخل في سبعين بابًا».

(١١) هو أبو زكريَّا يحيى بنُ شرف بنِ مُري الشافعيُّ المُلقَّبُ ﺑ مُحْيِي الدِّينِ النوويِّ؛ وُلِدَ ﺑ «نَوَا»: مِنْ قُرَى حَوْران في بلاد الشام سَنَةَ: (٦٣١ﻫ)؛ كان إمامًا حافظًا للحديث وفنونِه ورجالِه، عالمًا بالفقه، إلى جانبِ ذلك عُرِف بالزهد والورع؛ وَلِيَ مَشْيَخةَ دارِ الحديث ولم يأخذ مِنْ مُرتَّبِها شيئًا، ولم يتزوَّج؛ مِنْ مُؤلَّفاته: «المنهاج شرحُ صحيحِ مسلم بنِ الحجَّاج»، و«المجموعُ شرح المهذَّب»، و«رياضُ الصالحين»، وهي كُتُبٌ لا غِنَى للعالِم ـ فضلًا عن طالِبِ العلم ـ عنها؛ تُوُفِّيَ سَنَةَ: (٦٧٦ﻫ).

انظر ترجمته في: «الإعلام بمنثورِ تراجم المشاهير والأعلام» (ص ٤٠١).

(١٢) انظر: «شرح البخاري» للعيني (١/ ٢٢).

(١٣) هو جلالُ الدِّين أبو الفضل عبدُ الرحمن بنُ أبي بكرٍ السيوطيُّ المصريُّ الشافعيُّ؛ الإمام الفقيه، الحافظ المحدِّث، المؤرِّخ الأديب؛ له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ نافعةٌ منها: «الأشباه والنَّظائر في فروع الشافعيَّة»، و«الأشباه والنظائر في العربيَّة»، و«طبقات الحُفَّاظ»، و«طبقات المفسِّرين»، و«الحاوي للفتاوي» وغيرُها؛ تُوُفِّيَ ـ رحمه الله ـ سَنَةَ: (٩١١ﻫ ـ ١٥٠٥م).

انظر ترجمته في: «الضوء اللامع» للسخاوي (٤/ ٦٥)، «حُسن المحاضرة» للسيوطي (١/ ٣٣٥)، «الكواكب السائرة» للغَزِّي (١/ ٢٢٧)، «شذرات الذَّهب» لابن العماد (٨/ ٥١)، «البدر الطالع» للشوكاني (١/ ٣٢٨)، «الفكر السامي» للحَجْوي (٢/ ٤/ ٣٥١).

(١٤) «الأشباه والنظائر» للسيوطي (٤٩).

(١٥) «إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (٣/ ١١١).

(١٦) وهو كتابٌ مطبوعٌ حقَّقه وخرَّج أحاديثَه عبد الله حجَّاج، دار الشهاب، باتنة ـ الجزائر.

(١٧) هو أبو العبَّاس شهابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ إدريسَ بنِ عبد الرحمن الصنهاجيُّ المصريُّ الشهيرُ ﺑ القَرَافيِّ؛ أحَدُ الأعلامِ المشهورين في المذهب المالكيِّ؛ كان حافظًا مُفوَّهًا منطقيًّا، بارعًا في العلوم النقليَّة والعقليَّة؛ انتهَتْ إليه رئاسةُ المالكيَّة؛ له تصانيفُ قيِّمةٌ منها: «الذَّخيرةُ في الفقه»، و«أنوار البروق في أنواء الفروق» المُشتهِرُ ﺑ «فروق القَرَافي» في القواعد الفقهيَّة، و«شرحُ «المحصولِ» للرازي»، و«تنقيحُ الفصول» و«شرحُه» في أصول الفقه، و«الأُمنية في إدراك النيَّة»؛ تُوُفِّيَ سَنَةَ: (٦٨٤ﻫ ـ ١٢٨٥م).

انظر ترجمته في: «الإعلام بمنثورِ تراجم المشاهير والأعلام» (ص ٢٢).

(١٨) طُبِع مرَّاتٍ عديدةً، وممَّنْ حقَّقه: د. مساعد بن قاسم الفالح، ونشرَتْه مكتبة الحرمين، الرياض، (١٤٠٨ﻫ ـ ١٩٨٨م).

(١٩) وهو كتابٌ مطبوعٌ ومُتداوَلٌ حقَّقه: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكُتُب العلميَّة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى: (١٤٠٦ﻫ ـ ١٩٨٦م).

(٢٠) كتابٌ مخطوطٌ بدار الكُتُب الظاهريَّة، دمشق.

(٢١) نشرَتْه مكتبةُ الخريجي، الرياض، سَنَةَ: (١٤٠٤ﻫ ـ ١٩٨٤م).

(٢٢) نشرَتْه مكتبة الفلاح، الكويت، سَنَةَ: (١٤٠١ﻫ ـ ١٩٨١م).

(٢٣) طُبِع ثانيةً سَنَةَ: (١٤٠٧ﻫ ـ ١٩٨٧م)، مؤسَّسة الخليج العربي، القاهرة.

(٢٤) انظر: «ربيع الأبرار» للزمخشري (١/ ٤٤٤)، «نفح الطِّيب» للمقري (٦/ ١٧٧).

(٢٥) انظر: «نفح الطِّيب» للمقري (٦/ ٣١٠، ٣١٤)، «نهاية الأرب في فنون الأدب» للنُّوَيْري (٧/ ١٢٨).

(٢٦) انظر: «ديوان عبد الغفَّار الأخرس» (٩٠٣).