الفتوى رقم: ٥٤٠

الصنف: فتاوى الصلاة - الجمعة

في إلقاء خطب الجمعة والأعياد
بغير العربية

السؤال: ما حكمُ إلقاءِ خُطَب الجمعةِ والأعيادِ بالأمازيغية؛ عِلمًا أنَّ بعضَ سُكَّانِ مناطقِ القبائلِ لا يفهم العربية؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فالغرضُ من خُطبة الجمعة إرشادُ الناس إلى ما يُحْمَدُ من الأخلاق وما يُذَمُّ منها، ووعظُهُم لالتزام حدود الشرع فيما أَمَرَ أو نهى وزجر، بتعليمِ حُكمٍ، أو تصحيحِ مُعْتَقَدٍ أو عبادةٍ أو مُعاملَةٍ، ولا يخفى أنَّ طريقَ البيانِ ووسيلةَ التبليغِ إذا تعذَّرت إلاَّ بلغةٍ يفقهُها الناسُ وليست لهم معرفةٌ باللغة العربية فيجوز مخاطبتُهم باللسان الذي يفهمونه حتى يتحقَّق الغرضُ ويحصلَ المطلوبُ من الدعوة إلى الله تعالى، لقوله سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: ٤].

فوسيلة البيان ليست توقيفيةً إلاَّ ما اشتملت عليه من توقيفٍ كخطبة الحاجة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية فينبغي أن يقرأها بنحوِ ما أُنزلت؛ لأنَّها وحْيٌ، وله أن يفسِّرها بعد ذلك بلسان قومه إذا اقتضى المقام.

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٣ شعبان ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٦ سبتمبر ٢٠٠٦م

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)