الفتوى رقم: ٧٥٥

الصنف: فتاوى الطهارة - الوضوء

في حكم المسح على خُفَّين ملبوسين على طهارة المسح

السؤال:

هل نزعُ الخُفَّين بعد المسحِ عليهما ثمَّ لُبْسُهما مِنْ جديدٍ بطهارةِ المسح السابقةِ يُعَدُّ مِنْ نواقض الوضوء؟ وبارك اللهُ فيكم.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فجريًا على مقتضى القياس فإنَّ نَزْعَ الخُفَّين أو الجوربَين وإعادةَ إدخالهما لا يَلْزَمُ منه نقضُ الوضوء؛ لأنَّ النزع ليس بحَدَثٍ، والطهارةُ لا تَبْطُلُ إلَّا بالحَدَث؛ فتَعيَّنَ صحَّةُ الطهارةِ وصحَّةُ المسح ما لم تَنْقَضِ مُدَّةُ المسح.

لكِنْ لم يُنْقَلْ عن العلماء ـ في حدود المعلوم ـ أنهم أجازوا المسحَ عليهما بعد إدخالهما مِنْ غيرِ تعرُّضٍ لغَسْلِ الرِّجلين. وحيث إنَّ المسكوت عنه ـ بالرغم مِنْ توافُرِ الدواعي على نقلِه ومرورِ الأحقاب الزمنية على نشرِه ـ لم يُفْرَضْ في فروع المسح على الخفَّيْن؛ فالأحوطُ للدِّين والأبرأُ للذِّمَّة أَنْ يُعيد غَسْلَهما؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»(١).

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٠٠٦م


(١) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الإيمان» بابُ فضلِ مَنِ استبرأ لدِينه (٥٢)، ومسلمٌ في «المساقاة» (١٥٩٩)، مِنْ حديثِ النعمان بنِ بشيرٍ رضي الله عنهما.

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)