بين الشيخ والكتاب

قال أبو حيَّان النحويُّ في أثناء كلامٍ له:

«...وأمَّا إن كان صاحبَ تصانيف، وينظر في علومٍ كثيرةٍ؛ فهذا لا يمكن أن يبلغ الإمامة في شيءٍ منها، وقد قال العقلاء: ازدحام العلوم مضلَّةٌ للفهوم، ولذلك تجد من بلغ الإمامة من المتقدِّمين في علمٍ من العلوم لا يكاد يشتغل بغيره، ولا يُنسب إلى غيره، وقد نظمتُ أبياتًا في شأن من ينهز بنفسه، ويأخذ العلمَ من الصحف بفهمه:

يَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي * أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُومِ

وَمَا يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا * غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ

إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ * ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ

وَتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَتَّى * تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَا الحَكِيم ِ

أشرت إلى قول بعضهم :

قَالَ حِمَارُ الحَكِيمِ تُومَا * لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْتُ أَرْكَبْ

لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ * وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبْ

ترجمة توما في «الدرر الكامنة» (٢/ ٧٥) قيل: هو المعنيُّ في الأبيات.

[«الآداب الشرعية» لابن مفلح (٢/ ١٥٢)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)