خطبةٌ لأبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه
قام رضي الله عنه خطيبًا بعدما وَلِيَ الخلافةَ، فحمد اللهَ وأثنى عليه، ثمَّ قال:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ وُلِّيتُ أَمْرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، وَلَكِنْ نَزَلَ القُرْآنُ وَسَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَّمَنَا فَعَلِمْنَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ أَكْيَسَ الكَيْسِ التُّقَى، وَأَنَّ أَحْمَقَ الحُمْقِ الفُجُورُ، وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِي الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِي القَوِيُّ حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الحَقَّ.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ فَقَوِّمُونِي».
[«إعجاز القرآن» للباقلَّاني (١٥٥)]