عبد الله بن المبارك

يُعَدُّ من أبرز السلف الصالح وزُهَّادهم، والذي كان يحجُّ سنةً ويغزو سنةً مرابطًا في سبيل الله في الثغور: فقد أرسل رسالةً مِن طرطوس أحدِ الثغور مع الروم إلى صديقه العالم الزاهد الفضيل بن عياضٍ ـ رحمه الله ـ في سنة سبعٍ وسبعين ومائةٍ يقول فيها:

يَا عَابِدَ الحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا * لَعَلِمْتَ أَنَّكَ بِالعِبَادَةِ تَلْعَبُ

مَنْ كَانَ يَخْضِبُ جِيدَهُ بِدُمُوعِهِ * فَنُحُورُنَا بِدِمَائِنَا تَتَخَضَّبُ

أَوْ كَانَ يُتْعِبُ خَيْلَهُ فِي بَاطِلٍ * فَخُيُولُنَا يَوْمَ الصَّبِيحَةِ تَتْعَبُ

رِيحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرُنَا * رَهَجُ السَّنَابِكِ وَالغُبَارُ الأَطْيَبُ

وَلَقَدْ أَتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيِّنَا * قَوْلٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لَا يَكْذِبُ

لَا يَسْتَوِي غُبَّارُ خَيْلِ اللهِ فِي * أَنْفِ امْرِئٍ وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ

هَذَا كِتَابُ اللهِ يَنْطِقُ بَيْنَنَا * «لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ» لَا يَكْذِبُ

فلمَّا وصلت الرسالة إلى الفضيل في الحرم وقرأها ذرفت عيناه، ثمَّ قال: «صدق أبو عبد الرحمن ونصح».

[«النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لابن تغري بردي (٢/ ١٠٣)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)