سبعة يظلُّهم الله في ظلِّه (١) | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 7 شوال 1445 هـ الموافق لـ 16 أبريل 2024 م



سبعة يظلُّهم الله في ظلِّه (١)

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».

قال الشيخ عطيَّة محمَّد سالم: «مِن مبادئ البلاغة والعادة: أنه لا تورَد متعدِّداتٌ إلَّا مع التجانس، لحُسن النسق وجمال التنسيق، كلبنات الجوار، وحبَّات العقد، وكذلك الكلام والبلاغة النبوية هي الذروة والقمَّة، وقد أعطِيَ صلَّى الله عليه وسلَّم جوامعَ الكلم، وكذلك مجامع الحِكَم، فكما أنَّ أسلوب الحديث النبويِّ مبرَّأٌ مِن تنافُر الكلمات ونشاز العبارات فكذلك في المعاني، فإيراد هذه الأصناف السبعة في أسلوبٍ واحدٍ، مع تفاوُتها في مواضيعها، وبُعد ما بين بعضها البعض، لا بدَّ أنَّ فيها ما يربط بعضَها ببعضٍ من معنًى شاملٍ يسوِّغ نَظْمَها في إيرادها لِما تقتضيه البلاغة النبوية العالية، ويستوجبه خلوُّ الحديث النبويِّ من النشز والتنافر، وقد أعطي في ذلك ما لم يُعْطَه أحدٌ، وهو صلَّى الله عليه أفصحُ العرب والعجم، ممَّا يدعونا إلى تأمُّلها بعينٍ تتطلَّع إلى ما يقال له: فائدة الخبر لازم الفائدة، وهو أبعد غايات البلاغة».

١ـ الرغبة والرهبة في الله ومن الله.

٢ـ مراقبة الله والإخفاء عن الناس.

٣ـ ارتباط هذه الأجناس بعضها ببعضٍ، وتأثير بعضها في بعضٍ.

٤ـ اشتراكهم في مخالفة هواهم.

وقال ابن القيِّم: «إنك إذا تأمَّلتَ السبعة الذين يُظلُّهم الله عزَّ وجلَّ في ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه وجدتَهم إنما نالوا ذلك الظلَّ بمخالفة الهوى:

ـ فإنَّ الإمام المسلَّط القادر لا يتمكَّن من العدل إلَّا بمخالفة هواه.

ـ والشابَّ المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك.

ـ والرجل الذي قلبُه معلَّقٌ بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذَّات.

ـ والمتصدِّق المخفيَ لصدقته عن شماله لولا قهرُه لهواه لم يقدر على ذلك.

ـ والذي دَعَتْه المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عزَّ وجلَّ وخالف هواه.

ـ والذي ذكر الله عزَّ وجلَّ خاليًا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفةُ هواه، فلم يكن لحرِّ الموقف وعرقه وشدَّته سبيلٌ عليهم يوم القيامة.

[«ترطيب الأفواه» للعفاني (١/ ٤٥ ـ ٤٩)]