ملحةٌ نحوية | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 14 شوال 1445 هـ الموافق لـ 23 أبريل 2024 م



ملحةٌ نحوية

لقد اختلف علماء النحو في التركيب الذي لا يفيد فائدةً جديدةً: هل يُعَدُّ كلامًا أم لا؟ على قولين: المختار منهما أنه كلامٌ، ولا يُنظر إلى تجدُّد الفائدة، وإنما يُنظر إلى التركيب، فإن توفَّرت فيه شروط الكلام عُدَّ كلامًا وإلَّا فلا، وفي هذا يقول أبو سودون مازحًا وذاكرًا في أبياتٍ أشياءَ تُعَدُّ من الكلام مع كونها معلومةً بداهةً لكلِّ واحدٍ فقال وأحسن:

إِذَا مَا الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْلِ قَدْ سَمَا * تَيَقَّنَ أَنَّ الأَرْضَ مِنْ فَوْقِهَا السَّمَا

وَأَنَّ السَّمَا مِنْ تَحْتِهَا الأَرْضُ لَمْ تَزَلْ * وَبَيْنَهُمَا أَشْيَا مَتَى ظَهَرَتْ تُرَى

وَأَنِّي سَأُبْدِي بَعْضَ مَا قَدْ عَلِمْتُهُ * لِيُعْلَمَ أَنِّي مِنْ ذَوِي العَقْلِ وَالحِجَا

فَمِنْ ذَاكَ أَنَّ النَّاسَ مِنْ نَسْلِ آدَمَ * وَمِنْهُمْ أَبُو سُودُونَ أَيْضًا وَلَوْ قَضَى

وَأَنَّ أَبِي زَوْجٌ لِأُمِّي وَأَنَّنِي * أَنَا ابْنُهُمَا وَالنَّاسُ قَدْ يَعْلَمُونَ ذَا

وقال آخر:

كَأَنَّنَا وَالنَّاسُ مِنْ حَوْلِنَا * قَوْمٌ جُلُوسٌ حَوْلَهُمْ مَاءُ

[«شرح المكودي لألفية ابن مالك» (١٢)]