أقسام الفعل من حيث التوكيد | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 14 شوال 1445 هـ الموافق لـ 23 أبريل 2024 م



أقسام الفعل من حيث التوكيد

تنقسم الأفعال من حيث التوكيد وعدمُه إلى ثلاثة أقسامٍ:

الأوَّل: ما لا يجوز توكيده أصلًا: وهو الفعل الماضي فلا يؤكَّد أبدًا، لأنَّ معناه الماضيَ لا يتَّفق مع ما تدلُّ عليه النون من الاستقبال، وأمَّا قول القائل:

دَامَنَّ سَعْدُكِ لَوْ رَحِمْتِ مُتَيَّمًا * لَوْلَاكِ لَمْ يُكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحَا

فضرورةٌ شاذَّةٌ، سهَّلها ما في الفعل من معنى الطلب، فعومل معاملةَ الأمر، كما شذَّ توكيد الاسم في قول رؤبة بن العجَّاج: أقائلنَّ أحضِروا الشهودا

فيمتنع إذًا أن تقول: كتبَنَّ، وذهبَنَّ...

الثاني: ما يجوز توكيده دائمًا: وهو فعل الأمر، وذلك لأنه للاستقبال دائمًا، فيجوز توكيده مطلقًا وبدون شروطٍ نحو: اكتبَنَّ، اجتهدَنَّ...

الثالث: ما يجوز توكيده أحيانًا ولا يجوز توكيده أحيانًا أخرى: وهو الفعل المضارع وله أحكامٌ يفصِّلها الصرفيون على النحو الآتي:

١ـ أن يكون توكيده واجبًا: بشروطٍ هي:

ـ كونه مثبتًا.

ـ كونه دالًّا على الاستقبال.

ـ كونه جوابًا لقسمٍ.

ـ كونه غير مفصولٍ من لام القسم بفاصلٍ.

مثاله: قول الله تعالى: ﴿وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ[الأنبياء: ٥٧]، فإذا فُقد شرطٌ من هذه الشروط امتنع توكيدُه.

٢ـ أن يكون توكيده ممتنعًا: إذا فقد شرطًا من الشروط المبيَّنة في الحالة السابقة أي: إذا انتفت شروط الواجب ولم يكن من الحالات الآتية. وذلك فيما يلي:

ـ كونه منفيًّا في جواب قسمٍ كقوله تعالى: ﴿تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ[يوسف: ٨٥]، ولو كان النفي مقدَّرًا.

ـ كونه دالًّا على الزمن الحاضر (الحال) نحو قولك: والله لأقرأ الآن.

ـ كونه مفصولًا من لام جواب القسم بفاصلٍ ﺑ: «قد، والسين، وسوف» نحو: والله لقد يسهو العالم.

ـ كونه مفصولًا من لام جواب القسم بمعمول الفعل نحو: والله لَلنجاحَ تبلغ بالعمل الجادِّ.

٣ـ أن يكون توكيده قريبًا من الواجب: وذلك إذا كان شرطا ﻟ«إنْ» المؤكَّدة ﺑ«ما» الزائدة أي: يقع فعلُ الشرط في جملةٍ تكون كلمةُ الشرط فيها هي الحرف «إنْ» ومعه «ما» الزائدة المدغمة فيها نحو قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً[الأنفال: ٥٨].

٤ـ أن يكون كثيرًا: إذا وقع بعد أداة طلبٍ: أمرٍ أو نهيٍ أو دعاءٍ أو عرضٍ أو تمنٍّ أو استفهامٍ نحو:

ـ الأمر: ليقومنَّ زيدٌ.

ـ النهي: لا تهملنَّ واجبك.

ـ الدعاء: قول خرنق بنت هفان:

لَا يَبْعُدَنْ قَوْمِي الَّذِينَ هُمُ * سُمُّ العُدَاةِ وَآفَةُ الجزرِ

ـ العرض:

هَلَّا تَمُنِّنْ بِوَعْدٍ غَيْرَ مُخْلِفَةٍ * كَمَا عَهِدْتُكِ فِي أَيَّامِ ذِي سلمِ

ـ التمنِّي:

فَلَيْتَكِ يَوْمَ المُلْتَقَى تَرَيِنَّنِي * لِكَيْ تَعْلَمِي أَنِّي امْرُؤٌ بِكِ هَائِمُ

ـ الاستفهام:

أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلَا...

٥ـ أن يكون قليلًا: إذا وقع بعد «لا» النافية، أو «ما» الزائدة التي لم تُسبق ﺑ«إن» الشرطية كقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا[الأنفال: ٢٥].

٦ـ أن يكون أقلَّ: أي: أن يكون توكيده جائزًا ولكنَّه قليل الاستعمال ونادرٌ، وذلك إذا كان الفعل بعد «لم»، وبعد أداة جزاءٍ غير «إمَّا» أو «إن» شرطًا كان المؤكَّد أو جزاءً كقول القائل في وصف جبلٍ:

يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ ـ مَا لَمْ يَعْلَمَا ـ * شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا

أي: يعلمنَّ، وتقول: لم يحضرنَّ عليَّ، والأحسن أن تقول: يحضر.

ملاحظة: هناك من أدرج بعض الأقسام في بعضٍ، والخطب سهلٌ إن شاء الله تعالى.

[«الجمع اللطيف في فنِّ التصريف» لأبي معاذ عبد الله (٢٢٠)، وراجع «أوضح المسالك» لابن هشام]