Skip to Content
الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 28 مارس 2024 م

الكلمة الشهرية رقم: ١٢٧

تقديم(١) بقلم فضيلة العلَّامة(٢) الشيخ:
محمَّد(٣) البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ(٤)
[شيخ علماء الجزائر](٥)، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر،
وعضو المجمع اللغويِّ(٦) بالقاهرة، والمجمع العلميِّ(٧) بدمشق
[تحقيق وتعليق وتوجيه: أ/ د. محمَّد علي فركوس]

[الحلقة الأولى]

قال الشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ:

«الْحَمْدُ للهِ حَقَّ حَمْدِهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَعَبْدِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْجَارِينَ عَلَى سُنَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ.

هَذِهِ عِدَّةُ دُرُوسٍ دِينِيَّةٍ، مِمَّا كَانَ يُلْقِيهِ أَخُونَا الْإِمَامُ الْمَبْرُورُ الشَّيْخُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَادِيسَ ـ إِمَامُ النَّهْضَةِ الدِّينِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ فِي الْجَزَائِرِ غيرَ مُدَافَعٍ ـ عَلَى تَلَامِذَتِهِ فِي الْجَامِعِ الْأَخْضَرِ بِمَدِينَةِ «قَسَنْطِينَةَ»(٨) فِي أُصُولِ الْعَقَائِدِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَأَدِلَّتِهَا مِنَ الْقُرْآنِ، عَلَى الطَّرِيقَةِ السَّلَفِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَتْهَا جَمْعِيَّةُ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْجَزَائِرِيِّينَ مِنْهَاجًا لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَبَنَتْ عَلَيْهَا جَمِيعَ مَبَادِئِهَا وَمَنَاهِجِهَا فِي الْإِصْلَاحِ الدِّينِيِّ، مُسْتَرْشِدَةً بِتِلْكَ الْأُصُولِ الَّتِي كَانَ الْإِمَامُ ـ رحمه الله ـ يَأْخُذُ بِهَا تَلَامِذَتَهُ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْجَمْعِيَّةِ، وَإِنْ كَانَتِ الْجَمْعِيَّةُ قَدْ تَوَسَّعَتْ فِي ذَلِكَ(٩)».

 



(١) ملاحظة: هذا التقديم مأخوذٌ مِنْ كتابِ «العقائد الإسلامية» للشيخ عبد الحميد بنِ باديس ـ رحمه الله ـ، رواية وتعليق: محمَّد الصالح رمضان ـ رحمه الله ـ، مع إضافةِ تحقيقٍ للنُّسَخ المُختلِفة وما سَقَط منها وما زِيدَ فيها ـ حالَ المُقابَلة ـ وتخريجِ الحديث الواردِ فيها، مع ترجمة الأعلام الواردة في هذا التقديمِ على الهامش أو إحالتِها إلى مَظَانِّها مِنَ المتن المشروح، وكذا التعريف بالمُدُن الواردةِ في نصِّ تقديم الشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ.

«م.ر.أ»: الطبعة الأولى (القاهرة) مِنْ نسخة محمَّد الصالح رمضان مِنَ «العقائد الإسلامية» (١٣٨٣ﻫ ـ ١٩٦٣م).

«م.ر.ب»: الطبعة الثانية (لبنان) مِنْ نسخة محمَّد الصالح رمضان مِنَ «العقائد الإسلامية» (١٣٨٥ﻫ ـ ١٩٦٦م).

«م.ر.ش»: طبعة الشارقة مِنْ نسخة محمَّد الصالح رمضان مِنَ «العقائد الإسلامية» (١٤١٦ﻫ ـ ١٩٩٥م).

(٢) «م.ر.أ»: «الأستاذ الأكبر»، وفي «م.ر.ب»: بزيادةِ: «المرحوم».

(٣) كلمةُ «محمَّد» ساقطةٌ مِنْ «م.ر.أ، م.ر.ش».

(٤) عبارةُ: «ـ رحمه الله ـ» ساقطةٌ مِنْ «م.ر.أ، م.ر.ب».

وهو محمَّد البشير بنُ محمَّد السعدي بنِ عمر بنِ عبد الله بنِ عمر الإبراهيميُّ، أحَدُ أعضاءِ جمعيَّة العُلَماء المسلمين الجزائريِّين ورئيسُها بعد وفاةِ مُؤسِّسها ابنِ باديس، وعضوُ المجمع اللغويِّ بالقاهرة والمجمعِ العلميِّ بدمشق، وعضوُ مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر، يَرْتفِعُ نَسَبُه إلى إدريس بنِ عبد الله مُؤسِّسِ دولةِ الأدارسة بالمغرب الأقصى، كان ـ رحمه الله ـ عالِمًا فذًّا وإمامًا مِنْ أئمَّةِ السلفيَّة وأديبًا مُرَبِّيًا، ومُجاهِدًا مُصْلِحًا، شَمِلَتْ كتاباتُه قضايَا الوطنِ العربيِّ وهمومَ العالَمِ الإسلاميِّ. تُوُفِّيَ بالجزائر سنةَ: (١٣٨٥ﻫ).

انظر ترجمته في: مقالة الإبراهيمي تحت عنوان: «أنا» في: «مجلَّة مَجْمَع اللغة العربيَّة» (٢١/ ١٣٥)، مقالة الهاشمي التيجاني نَشَرَها بمجلَّة: «التهذيب الإسلامي» (ع: ٥، ٦ س/ ١)، «البشير الإبراهيمي، نضالُه وأدَبُه» لمحمَّد المهداوي، رسالة ماجستير بعنوان: «البشير الإبراهيمي أديبًا» قدَّمها السيِّد عبَّاس محمَّد بكُلِّيَّة الآداب ـ جامعة بغداد سنة: (١٩٨٣م)، «الأعلام» للزركلي (٧/ ٥٤)، ومُؤلَّفي: «الإعلام بمنثور تراجم المشاهير والأعلام» (٣٧٦).

(٥) «م.ر.أ»: «رئيس جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين».

(٦) «م.ر.أ»: «العلميِّ».

(٧) «م.ر.أ»: «اللغويِّ».

(٨) قسنطينة: مدينةٌ مِنْ كُبْرَيَاتِ مُدُن الجزائر، وهي عاصمةُ الشرق الجزائريِّ، يُطْلَق عليها تسمِيَاتٌ عديدةٌ، منها: «سِيرْتا» وهو اسْمُها الأمازيغيُّ بمعنَى: «مِطْحَنة» لكثرة المطاحن الحجريَّة الموجودة قديمًا فيها، و«أمُّ الحواضر» باعتبارها مِنْ أَقْدَمِ المُدُنِ في العالَمِ وتَعاقبَتْ عليها عِدَّةُ حضاراتٍ، وتُسمَّى ـ أيضًا ـ: مدينةَ «الصخر العتيق» لكونها مبنيَّةً على الصخر الكلسيِّ القاسي، كما تُسمَّى بمدينةِ «الجسور المُعلَّقة»، لها تاريخٌ عريقٌ، ومَعالِمُ وآثارٌ وأبوابٌ وجسورٌ عديدةٌ.

انظر: «نزهة المشتاق» للإدريسي (١/ ٢٦٥)، «الروض المِعْطار» للحِمْيَري (٤٨٠)، «وصف إفريقيا» للوزَّان الفاسي (٢/ ٥٥).

(٩) أجلى الشيخ محمَّد البشير الإبراهيميُّ ـ رحمه الله ـ في هذا التقديمِ لكتابِ: «العقائد الإسلاميَّة مِنَ الآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة» عن منهج الشيخ عبد الحميد بنِ باديس ـ رحمه الله ـ وأنه منهجُ السلف في مُوافَقة العقل للنقل في إثبات العقيدة؛ وهو قائمٌ على الاستدلال بالآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة الصحيحة في جميعِ قضايا الاعتقاد والتشريع والسلوك؛ وذلك باعتبارِ أنهما وحيٌ مِنَ الله تعالى، وأنهما المصدرُ الحقُّ الذي ينهل منه أهلُ السُّنَّة والجماعةِ عقائدَهم وتصوُّراتِهم وعباداتِهم ومعاملاتِهم وسلوكَهم وأخلاقَهم.

فهذه قاعدةُ المنهج السلفيِّ، وهي أعظمُ مزيَّةٍ اختصَّ بها أهلُ السُّنَّة عن أهل الأهواء والفُرْقة في فهم العقيدة، وجاء تقريرُها مُؤسَّسًا على منهجٍ مُتمثِّلٍ في شِقَّيْن: التخلية والتحلية؛ وذلك بهدمِ العقائد الفاسدة، وتفنيدِ شُبَهِ المُبْطِلين الكاسدة، وإبطالِ الِالْتِباسات الكلاميَّة المُضلِّلة، والردِّ على المُخالِفين مِنْ أهل الجدل والعناد في الشِّقِّ الأوَّل؛ وبناءِ العقيدة الصحيحة وبيانِها وتوضيحِ أصولها وقواعدها بالأدلَّة والحُجَج مِنَ النصوص الشرعيَّة والبراهينِ الساطعة في الشِّقِّ الثاني؛ وذلك لِمَا تَشتمِلُ عليه نصوصُ الشرع مِنْ مَزِيَّة العصمة مِنَ الخطإ والسلامةِ مِنَ الميل والشَّطَط، وهي أَظهرُ عناصرِ انحراف المُخالِفين عن سواء السبيل؛ كما أنَّ نصوص الشرع تعتمد ـ في الاستدلال ـ على مُخاطَبةِ العقل البشريِّ بأقوى الحُجَج وأروعِ أساليب الإقناع والبيان؛ وخاصَّةً فيما جُبِلَتْ عليه النفوسُ مِنَ الإيمان بالمُشاهَد المحسوس؛ علمًا أنَّ نصوص الكتاب والسُّنَّة قد بيَّنَتْ كمالَ هذا الدِّينِ بيانًا شافيًا؛ وفي هذا المعنى قال ابنُ تيميَّة ـ رحمه الله ـ في [«مجموع الفتاوى» (١٩/ ١٥٥ ـ ١٥٦)] ما نصُّه: «إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيَّن جميعَ الدِّين: أصولَه وفروعَه، باطِنَه وظاهِرَه، عِلمَه وعمله؛ فإنَّ هذا الأصلَ هو أصلُ أصولِ العلم والإيمان؛ وكُلُّ مَنْ كان أعظمَ اعتصامًا بهذا الأصلِ كان أَوْلى بالحقِّ علمًا وعملًا»؛ كما أنَّ نصوص الشرع أوضحَتْ سبيلَ الهدى على وجه الكفاية به في النجاة، لا يحتاج إلى غيره؛ فمَنْ تَمسَّك به عَصَمه اللهُ مِنَ الوقوع في المَخاوِف والتردِّي في المهالك؛ قال تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ ٨٩[النحل]، وقال تعالى: ﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٦[المائدة]، «ومِثلُ هذا في القرآنِ كثيرٌ ممَّا يُبيِّن اللهُ فيه أنَّ كتابه مُبينٌ للدِّين كُلِّه، مُوضِّحٌ لسبيل الهدى، كافٍ لمَنِ اتَّبَعه، لا يحتاج معه إلى غيره، يجب اتِّباعُه دون اتِّباعِ غيره مِنَ السُّبُل» [«درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية (١٠/ ٣٠٤)]، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٥٣[الأنعام].

وقد جَعَل الشيخُ عبد الحميد بنُ باديس ـ رحمه الله ـ الكتابَ والسُّنَّةَ إمامَه في وضعِ مُؤلَّفاته وطلبِ الدِّين والحقِّ مِنْ قِبَلهما، وهو على يقينٍ جازمٍ بأنَّ نصوص الكتاب والسُّنَّةِ الصحيحةِ صدقٌ وعدلٌ وحقٌّ يجب العملُ بها؛ لأنهما الميزانُ الذي تُوزَنُ به الاعتقاداتُ والأقوالُ والأعمال، وبه يحصل الفرقانُ بين الهدى والضلال، والتمييزُ بين الحقِّ والباطل، والصوابِ والخطإ، وأنَّ ما عَدَاهُ مِنْ أقوال المُجتهِدين وآراءِ العلماء، وما يَقَعُ لهم مِنْ معقولهم وخواطرهم فإنها تُعرَضُ على ميزان العدل هذا، وهو ميزان القَبول والرفض؛ فإِنْ وقعَتِ المُوافَقةُ قُبِلَتْ وعُمِل بها، وإِنْ حصلَتِ المُخالَفةُ رُفِضَتْ ورُدَّتْ على أصحابها مهما علَتْ مَنزِلَتُهم في الفضل وسَمَتْ مكانتُهم في العلم؛ وقد تَجسَّد هذا المعنى في قولِ مالكٍ ـ رحمه الله ـ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِئُ وَأُصِيبُ؛ فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي؛ فَكُلُّ مَا وَافَقَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ، وَكُلُّ مَا لَمْ يُوَافِقِ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَاتْرُكُوهُ» [«جامع بيان العلم وفضلِه» لابن عبد البرِّ (٢/ ٣٩)، «إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (١/ ٧٥)، «إيقاظ هِمَم أُولي الأبصار» للفُلَّاني (٧٢)].

والناظر في تقريرات الشيخ عبد الحميد بنِ باديس ـ رحمه الله ـ يُدرِك إيمانَه العميق بأنَّ كُلَّ مَنْ خالف هذا الميزانَ القويم بآرائه وأفكاره، أو عارضه بمعقولاته وخواطره؛ فهو محكومٌ عليه بالبطلان والردِّ؛ جريًا على ما تُملِيهِ قواعدُ منهجِ السلف ومذهبِهم الذي الْتَزمَه منهجًا يقتفي فيه أثَرَهم؛ وهذا المعنى الإيمانيُّ العميق تَرجمَه ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ في [«درء تعارض العقل والنقل» (٥/ ٢٥٥ ـ ٢٥٦)] بقوله: «وأمَّا خبرُ اللهِ ورسولِه فهو صدقٌ مُوافِقٌ لِمَا الأمرُ عليه في نفسه، لا يجوز أَنْ يكون شيءٌ مِنْ أخباره باطلًا ولا مُخالِفًا لِمَا هو الأمرُ عليه في نفسه، ويُعلَم ـ مِنْ حيث الجملةُ ـ أنَّ كُلَّ ما عارَضَ شيئًا مِنْ أخبارِه وناقضَه فإنه باطلٌ مِنْ جنسِ حُجَج السُّوفِسْطائيَّة وإِنْ كان العالِمُ بذلك قد لا يعلم وجهَ بطلانِ تلك الحُجَجِ المُعارِضة لأخباره، وهذه حالُ المؤمنين للرسول الذين عَلِموا أنه رسول الله الصادقُ فيما يُخبِرُ به، يعلمون ـ مِنْ حيث الجملةُ ـ أنَّ ما ناقَضَ خبرَه فهو باطلٌ، وأنه لا يجوز أَنْ يُعارِض خبرَه دليلٌ صحيحٌ لا عقليٌّ ولا سمعيٌّ، وأنَّ ما عارَضَ أخبارَه مِنَ الأمور التي يحتجُّ بها المُعارِضون ويُسَمُّونها عقليَّاتٍ أو برهانيَّاتٍ أو وجديَّاتٍ أو ذوقيَّاتٍ أو مُخاطَباتٍ أو مُكاشَفاتٍ أو مشاهداتٍ أو نحوَ ذلك مِنَ الأمور الدهَّاشات، أو يُسَمُّون ذلك تحقيقًا أو توحيدًا أو عرفانًا أو حكمةً حقيقيَّةً أو فلسفةً أو معارفَ يقينيَّةً ونحوَ ذلك مِنَ الأسماء التي يُسمِّيها بها أصحابُها، فنحن نعلم علمًا يقينيًّا لا يحتمل النقيضَ أنَّ تلك جهليَّاتٌ وضلالاتٌ وخيالاتٌ وشُبُهاتٌ مكذوباتٌ وحُجَجٌ سُوفِسْطائيَّةٌ وأوهامٌ فاسدةٌ، وأنَّ تلك الأسماءَ ليست مُطابِقةً لمُسمَّاها، بل هي مِنْ جنس تسمِيَةِ الأوثانِ آلهةً وأربابًا، وتسميةِ مُسَيْلِمَةَ الكذَّابِ وأمثالِه أنبياءَ، ﴿إِنۡ هِيَ إِلَّآ أَسۡمَآءٞ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ ٢٣[النجم]».

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

[يُتبَع]

الجزائر في: ٠٤ شوَّال ١٤٣٩ﻫ
الموافق ﻟ: ١٨ يونيو ٢٠١٧م