العقائد الإسلامية
مِنَ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

للشيخ عبد الحميد بنِ باديس (ت: ١٣٥٩ﻫ)

بتحقيق وتعليق د: أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ

«التصفيف الثالث عشر: بيـانُ معنى الإيمـان (٧)»

الثَّلاَثُونَ: مَنْ عُدِمَ مِنْهُ النُّطْقُ إِبَايَةً وَعِنَادًا لَمْ يَكُنْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ(١)، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾(٢).

الحَادِي وَالثَّلاَثُونَ: مَنْ لَمْ يُخْضِعْ قَلْبَهُ لِمَا عَرَفَهُ مِنْ عَقَائِدِ الإِسْلاَمِ لَمْ تُفِدْهُ تِلْكَ المَعْرِفَةُ، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ المُسْلِمِينَ(٣)، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾(٤).



(١) بعدما تعرَّض المصنِّف -رحمه الله- إلى بعض نواقض الإيمان الاعتقادية التي ينعدم فيها اليقين، تناول في هذه القاعدة والتي تليها نواقضَ إيمانيةً أخرى يوجد معها اليقينُ لكن يتخلَّف النطقُ بالإيمان والانقيادُ للحقِّ لمانع الإباية والعناد. ولا يخفى أنَّ انتفاء تصديق القلب مع العلم بصدق الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فكفرُه كفرُ الجحود والكتمان، وهو من نواقض الإيمان الاعتقادية المتعلِّقة بقول القلب، الذي هو نوعُ العلم والقول، أمَّا إذا انتفى عملُ القلب وعملُ الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعترافِ باللسان فكفرُه كفرُ عنادٍ واستكبارٍ، وهو من نواقض الإيمان الاعتقادية المتعلِّقة بعمل القلب الذي أساسُه الانقياد وهو نوع الإرادة والعمل.

ولا تلازُمَ تامَّ يربط بين الإباء والاستكبار والامتناع في كلِّ الأحوال، فقد يوجد إباءٌ وامتناعٌ مع استكبارٍ، وقد يوجد إباءٌ وامتناعٌ بدون استكبارٍ كمن امتنع عن التزام شريعة مِن شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة.

هذا، والمصنِّف إذ مثَّل لهذا النوع مِن الكفر بالآية فإنَّ التمثيل بها يصدق على الحالتين: مِن كفر الجحود والكتمان، ومِن كفر العناد والاستكبار وهما نواقض الإيمان سواءٌ المتعلِّقة بقول القلب أو عمله مع مراعاة معيار التفرقة بينهما، وكذلك تصدق على الحالتين صورُ كفر الإباء والامتناع والتكبُّر التالية:

- كفر إبليس -عدوِّ الله-، فإنه لم يجحد أَمْرَ الله ولا قابَله بالإنكار، وإنما تلقَّاه بالإباء والاستكبار، قال تعالى في حكاية حال إبليس لمَّا أُمر بالسجود: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٣٤]، فإبليس لم يجحد ربَّه بل أقسم له بعِزَّته أن يُغْوِيَ خَلْقَه أجمعين إلاَّ عبادَه المُخْلَصين كما في آياتٍ أخرى، فكان غيرَ شاكٍّ في الله، وإنما كان على يقينٍ بالله ووحدانيته ونفاذ قدرته، وإيمانِه بالبعث، ولهذا: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الحجر: ٣٦]، وقد علم قَسَمَ ربِّه: لَيملأنَّ جهنَّم منه ومن أتباعه، فآثَرَ خلودَه في النار، فكان كفرُه إباءً واستكبارً وعنادًا محضًا لا كُفْرَ جهلٍ.

- كفر فرعون وقومه، فقد أخبر الله تعالى أنَّ تكذيبهم وكُفْرَهم كان عن يقينٍ ظلمًا واستكبارًا وعلوًّا، وقد استدلَّ المصنِّف -رحمه الله- بكفر فرعون وعناده بما أخبر الله عنه وعن قومه بقوله سبحانه: ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [النمل: ١٣-١٤].

- كفرُ مَن عَرَف صِدْقَ الرسول وأنه جاء بالحقِّ من عند الله ولم يَنْقَدْ له إباءً واستكبارًا، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل، فقد قال سبحانه وتعالى في شأن عادٍ وثمود: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ [العنكبوت: ٣٨]، فكانوا على بصيرةٍ وعلمٍ، ووصف الله سبحانه ثمود -في آيةٍ أخرى- بأنها كفرت عن علمٍ وبصيرةٍ بالحقِّ، ولهذا قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا﴾ [الإسراء: ٥٩]، وقال سبحانه إخبارًا عن ثمود: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصِّلت: ١٧]، فالآية أوجبت له البصيرة، وعرفوا الحقَّ وتيقَّنوه، وآثروا الضلالَ والعمى على الحقِّ عن علمٍ ويقينٍ علوًّا واستكبارًا لا عن جهلٍ وخفاءٍ.

ومثله كفر اليهود ونحوهم -كما سيأتي لاحقًا-.

قال ابن تيمية -رحمه الله- عن هذا الكفر في [«مجموع الفتاوى» (٧/ ٥٣٤)]: «وكفرُ إبليس وفرعون واليهود ونحوهم لم يكن أصلُه من جهة عدم التصديق والعلم، فإنَّ إبليس لم يخبره أحدٌ بخبرٍ، بل أمره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، فكفرُه بالإباء والاستكبار وما يتبع ذلك، لا لأجل تكذيبٍ، وكذلك فرعون وقومُه جحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلمًا وعلوًّا».

قلت: ووجه جعلِ الإباء والاستكبار كفرًا مناقضتُه للانقياد والاستسلام الذي هو أساس عمل القلب وأصلُه، «والتصديق هو نوع العلم والقول، وينقاد لأمره ويستسلم، وهذا الانقياد والاستسلام هو نوع الإرادة والعمل، ولا يكون مؤمنًا إلاَّ بمجموع الأمرين، فمتى ترك الانقيادَ كان مستكبرًا فصار من الكافرين وإن كان مصدِّقًا» [«الصارم المسلول» لابن تيمية (٥٢٠)].

قال الحكميُّ في [«معارج القبول» (٢/ ٥٩٤)]: «ومِن هنا يتبيَّن لك أنَّ مَن قال مِن أهل السُّنَّة في الإيمان: «هو التصديق» على ظاهر اللغة أنهم إنما عَنَوْا التصديقَ الإذعانيَّ المستلزِم للانقياد ظاهرًا وباطنًا بلا شكٍّ، لم يعنوا مجرَّدَ التصديق، فإنَّ إبليس لم يكذِّب في أمر الله تعالى له بالسجود، وإنما أبى عن الانقياد كفرًا واستكبارًا، واليهود كانوا يعتقدون صِدْقَ الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولم يتَّبعوه، وفرعون كان يعتقد صِدْقَ موسى ولم يَنْقَدْ، بل جحد بآيات الله ظلمًا وعلوًّا، فأين هذا مِن تصديق مَن قال الله تعالى فيه: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: ٣٣].

(٢) جزءٌ من الآية ١٤ من سورة النمل.

(٣) ما ذكره المصنِّف -رحمه الله- في هذا التقرير إنما هو امتدادٌ لِما قبله، حيث يوجد مع القلب علمٌ ويقينٌ، لكن يمنع مِن الإيمان مانعُ الكبر والحسد، أو مانعُ الرئاسة والسيادة والملك، أو مانعُ متابعةِ مَن يعاديه مِن الناس ونحو ذلك، وبيَّن أنَّ حصولَ المعرفة والعلم بعقائد الإسلام والتصديق بها لا تفيده إذا لم يَنْقَدْ لأمر الله ويستسلمْ لِما عَرَفه مِن عقائد الإسلام ويخضعْ قلبُه لها.

ومثَّل المصنِّف -رحمه الله- بتخلُّف الإيمان عن اليهود الذين شاهدوا رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وعَرَفوا صحَّةَ نبوَّته، وقد ذكر الله تعالى هذه المعرفةَ عن أهل الكتاب في القبلة في قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٤٥-١٤٦]، وهذه المعرفة موجودةٌ في التوحيد في قوله تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لاَ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ﴾ [الأنعام: ١٩-٢٠]، وهي موجودةٌ في الكتاب أنه مُنْزَلٌ من عند الله، لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: ١١٤]، وقال تعالى عن اليهود: ﴿فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾، ثمَّ قال: ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [البقرة: ٨٩-٩٠]، فكان كفرُهم عن علمٍ ويقينٍ ولم يكن شكًّا واشتباهًا، ولكن تخلَّف إيمانُهم لوجود مانع الحسد والبغي منهم حيث صارت النبوَّةُ في ولد إسماعيل.

هذا، والمتتبِّع لسيرة النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مع قومه ومع اليهود وغيرهم عَلِم أنهم كانوا جازمين بصدقه لكنَّهم اختاروا الضلالَ والكفر على الإيمان، وصدَّهم عن الإيمان موانعُ مختلفةٌ: فقد تخلَّف الإيمان عن أبي جهلٍ وسائرِ المشركين الذين لمن يكونوا مرتابين في صدقه، لكن حملهم الكبرُ والحسد على الكفر، وقد يتخلَّف إيمانُهم لمانع الرئاسة والمُلك والسيادة من غير أن يقوم بصاحبه كِبْرٌ ولا حسدٌ عن الانقياد للحقِّ والإذعانِ له بحيث لا يمكنه الجمع بين الانقياد والرئاسة والمُلك، كما هو أمرُ «هرقل»: تيقَّن أنه رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولم يشكَّ فيه، لكنَّه آثَر الضلالَ والكفر استبقاءً لملكه، وهو حال غيره من ملوك الكفَّار الذين أقرُّوا بنُبُوَّته باطنًا لكنَّهم لم ينقادوا خوفًا على ملكهم، وقد تَرِدُ موانعُ أخرى تحجبه وتُعميه عن الحقِّ كمانع الشهوة والمال من زنًا وخمرٍ وفواحشَ وأموالٍ يخشى انقطاعَها بالانقياد، وقد يكون المانع من الانقياد للحقِّ تخيُّلُ المدعوِّ أنَّ في الإسلام ومتابعة الرسول طعنًا منه في آبائه وأجداده وذمًّا لهم، وهو الحال الذي مَنَع أبا طالبٍ وأمثالَه وصدَّهم عن الإسلام، وقد يكون المانع متابعةَ من يعادي المدعوَّ من الناس للرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويسبقه إلى الدخول في دينه ويقرِّبه منه، كما جرى لليهود مع الأنصار، فإنهم كانوا أعداءَهم، وكانوا يتواعدونهم بخروج النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأنهم يتَّبعونه ويقاتلونهم معه، فلمَّا أسلم الأنصار وسبقوهم إليه حَمَلهم معاداتُهم على البقاء على يهوديَّتهم وإيثارِ كفرهم على الإيمان به، وغيرها من الموانع الحاجبة عن الحقِّ بعد ظهوره له، فإنْ ردَّه ولم يقبلْه عوقب صاحبُه بفساد قلبه وعقله ورأيه، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصفُّ: ٥]، فعاقبهم الله بإزاغة قلوبهم عن الحقِّ لمَّا زاغوا عنه ابتداءً، والجزاء مِن جنس العمل.

وفي معرض بيان أنَّ كُفْرَ غالب اليهود متعلِّقٌ بعمل القلب قال الحكميُّ في [«معارج القبول» (٢/ ٥٩٤)]: «وإن انتفى عملُ القلب وعملُ الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف باللسان فكفرُ عنادٍ واستكبارٍ، ككفر إبليس وكفرِ غالبِ اليهود الذين شهدوا أنَّ الرسول حقٌّ ولم يتَّبعوه أمثال حُيَيِّ بن أخطب، وكعبِ بن الأشرف وغيرهم، وكفرُ مَن ترك الصلاة عنادًا واستكبارًا، محالٌ أن ينتفيَ انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب».

(٤) الآية ١٤٦ من سورة البقرة.

... يتبع ...

الجزائر في:١٥ جمادى الأولى  ١٤٢٩ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٠ ماي ٢٠٠٨م

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)