الفتوى رقم: ٤١٣

الصنف: فتاوى الصلاة - صلاة الجماعة

في التوفيق بين العمل وصلاة الجماعة

السؤال: كيف يمكن التوفيق بين العمل وصلاة الجماعة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين ، أمَّا بعد:

فصلاة الجماعة واجبة على أرجح أقوال العلماء، وهي حق من حقوق الله، ولا يجوز أن يكون العمل عائقا على أدائها في المسجد ومع الجماعة إلاَّ إذا وُجِد عذر من مرض أو خوف، كما يجوز التخلف عن صلاة الجماعة لشغل أو حرج كما ورد في حديث فضالة الليثي رضي الله عنه قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي «وَحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي فِيهَا أَشْغَالٌ فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي فَقَالَ: «حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ»، وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ، فَقَالَ: «صَلاَةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٌ قَبْلَ غُرُوبِها»(١)، وكنزول المطر أو وجود الوحل وما إلى ذلك ومع هذه إذا أمكنه أن يصلي جماعة في بيته أو محل شغله فليفعل وإذا تعذر عليه ذلك –وهو حريص على إقامتها في الجماعة- فأقامها منفردا للعذر أجزأته جماعة إن شاء الله تعالى، لأنّ المرء يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله.

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: ١ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٩ أفـريل ٢٠٠٦م


(١) أخرجه أبو داود في الصلاة: (٤٢٨)، وأحمد: (١٩٥٤٠)، والبيهقي: (٢٢٧٧)، من حديث فضالة الليثي رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (١٨١٣)، وصحيح الجامع: (٣١٢٢).

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)