في الطريقة الصحيحة للتسبيح | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 21 المحرم 1446 هـ الموافق لـ 27 يوليو 2024 م

الفتوى رقم: ٤٢١

الصنف: فتاوى الصَّلاة ـ صفة الصَّلاة

في الطريقة الصحيحة للتسبيح

السؤال:

ما هي الطريقة الثابتة في التسبيح؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فاعلم أنَّ الوارد في التسبيح: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم كَانَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ(١)، وعلى أنامل يده(٢)، وقد اختلف العلماء في صفة التسبيح بناءً على اختلافهم في معنى الأنملة، فمَنْ حَمَلها على رؤوس الأصابع جعل التسبيحَ معقودًا على رؤوسها، إمَّا أَنْ يضعها على باطن كفِّه وإمَّا أَنْ يسبِّح بوضع إبهامه على رؤوس أصابعه، أمَّا مَنْ يرى أنَّ الأنملة شاملةٌ للسُّلامَيَات في الأصابع فقد جعل التسبيحَ معقودًا عليها سواءٌ ابتداءً مِنَ الخنصر إلى الإبهام أو العكس، والذي يتقرَّر في مثل هذه المسائل في العبادات التي لم يَرِدْ في الشرع نصٌّ يوضِّح الصفةَ: أنَّ في الأمر سَعَةً بمعنى أنَّ أيَّ صفةٍ يتحقَّق معها التسبيح فهي مشروعةٌ، الشأن في ذلك كشأن المسح على الخفَّين إذ لم تَرِدْ في النصوص الحديثية صفةٌ تبيِّن كيفيةَ المسح على الخفَّين: أيكون بجزءٍ من أعلى الخفِّ أم في وسطه أم في جميعه، أم بكلتا يديه في أعلى الخف وفي عقبه؟ فلما لم يَرِدْ ما يحدِّد كيفية المسح كان في الأمر سَعةٌ.

هذا بخصوص مسائل العبادات.

أمَّا في المعاملات ـ إن لم يَرِدْ في بيان الصفة أو المقدار أو الكمية أو الكيف شيءٌ ـ فيُوكَلُ أمرُه إلى العُرف.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٦ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٤ مارس ٢٠٠٦م

 



(١) أخرجه أبو داود في «الوتر» باب التسبيح بالحصى (١٥٠٢)، والبيهقي (٣٠٢٧)، مِن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، والحديث حسَّنه ابن حجر في «نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار» (١/ ٨٧)، والنووي في «الأذكار» (٢٤)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٤٩٨٩).

(٢) فعن يُسَيْرَة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ، وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ» [أخرجه أبو داود في «الوتر» ‌‌باب التسبيح بالحصى (١٥٠١)، والترمذي في «الدعوات» (٣٥٨٣)، والحديث حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٤٠٨٧)].