في حكم الصلاة في صفوفٍ مستويةٍ ومُتَراصَّةٍ غيرِ مُكتمِلةِ الجوانب | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 16 شوال 1445 هـ الموافق لـ 25 أبريل 2024 م

الفتوى رقم: ٦٧١

الصنف: فتاوى الصلاة - صلاة الجماعة

في حكم الصلاة في صفوفٍ مستويةٍ ومُتَراصَّةٍ
غيرِ مُكتمِلةِ الجوانب

السؤال:

لمسجدنا مدخلان: أحدُهما على اليمين والآخَرُ على الشمال، فإذا دَخَل بعضُ المسبوقين إلى المسجد يعمِدُون إلى إنشاءِ صفٍّ جديدٍ، وقد تكون الصفوفُ الأولى غيرَ مُكتمِلةِ الجوانبِ مِنْ جهة الباب الآخَر، على أساسِ أَنْ يأتيَ المسبوقون مِنَ الجهة الأخرى فيُكْمِلُونَ ما تبقَّى مِنَ الصفِّ، وقد تُقْضَى الصلاةُ والصفوفُ غيرُ مُكتمِلةِ الأطرافِ، فما حكمُ صلاتهم؟

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالأصل إتمامُ الصفوف الأوَّل فالأوَّل؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثِ أنسٍ رضي الله عنه: «أَتِمُّوا الصَّفَّ الأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ»(١).

أمَّا إذا تُرِكَ مجالٌ للمسبوقين للدخول إلى المسجد يمينًا أو شمالًا مِنْ غيرِ اكتمالِ جانِبَيِ الصفوفِ فضلًا عن كون الصفِّ الأخيرِ غيرَ مُكتمِل الجانبين، أي: لم يلتصق بجدار المسجد فإنَّ الصلاة صحيحةٌ إذا كانت الصفوفُ مُتَّصِلةً مُتراصَّةً مستويةً؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ»(٢)، ويُؤجَرُ الثوابَ الجزيل كُلُّ مَنْ عَمِل على سَدِّ فُرجةٍ في الصَّفِّ أو إتمامِ جزءٍ مِنْ طَرَفَيِ الصفِّ غيرِ المُكتمِل، لقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ»(٣)، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِي الصَّلَاةِ، وَمَا مِنْ خُطْوَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خُطْوَةٍ مَشَاهَا رَجُلٌ إِلَى فُرْجَةٍ فِي صَفٍّ فَسَدَّهَا»(٤).

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٧ ربيع الثاني ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٥ ماي ٢٠٠٧م



(١) أخرجه أبو داود في «الصلاة» بابُ تسوية الصفوف (٦٧١)، والنسائيُّ في «الإمامة» باب الصفِّ المؤخَّر (٨١٨)، مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «مشكاة المصابيح» (١٠٩٤).

(٢) أخرجه أبو داود في «الصلاة» بابُ تسوية الصفوف (٦٦٦) مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما. والحديث صحَّحه النوويُّ في «الخلاصة» (٢/ ٧٠٧)، وأحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (٨/ ٨٢)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (١١٨٧).

(٣) أخرجه ابنُ ماجه في «إقامة الصلاة» بابُ إقامة الصفوف (٩٩٥) مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها. وحسَّن إسنادَه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢٢٣٤) وفي «صحيح الجامع» (١٨٤٣).

(٤) أخرجه الطبرانيُّ في «المعجم الأوسط» (٥/ ٢٤٦) مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢٥٣٣).