Skip to Content
الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 28 مارس 2024 م



أبو عبد الله المقري

هو أبو عبد الله محمَّد بن محمَّد بن أحمد القرشي المقري التلمساني(١)، وصفه ابن مرزوق الجد بقوله: «كان صاحبنا معلوم القدر، مشهور الذكر، ممَّن وصل إلى الاجتهاد المذهبي، ودرجة التخيير والتزييف بين الأقوال.. وعوارفه معروفة عند الفقهاء مشهورة بين العلماء»(٢). وأثنى عليه تلميذه ابن الخطيب بقوله: «مشار إليه بالعدوة المغربية اجتهادًا، ودؤوبًا، وحفظًا وعنايةً، واطلاعًا ونقلًا.. يقوم أتم القيام على العربية والفقه والتفسير، ويتهجر بحفظ الأخبار والتاريخ والآداب ويشارك مشاركة فاضلة في الأصلين والجدل والمنطق»(٣). كان القاضي المقري أحد فحول أكابر علماء المذهب المتأخِّرين الأثبات(٤)، عالِمًا عاملًا فهمًا متيقِّظًا جزلًا محصلًا(٥). ولد بتلمسان في أيام السلطان أبي حمو موسى، وأخذ عن علمائها ممَّن أخذ عنهم الشريف التلمساني، وسار إلى تونس ثمَّ فاس ودرس عن علمائها، وكانت له رحلة إلى بلاد المشرق قاصدًا الحجَّ، والتقى بجملة من العلماء، ثمَّ عاد إلى تلمسان وصحب أبا عنان سنة (٧٤٩ﻫ) إلى فاس فولي القضاء بها، وكُلِّف بمهمة إلى الأندلس، ثمَّ توفي بفاس بعد عودته سنة (٧٥٩ﻫ) فحُمل إلى تلمسان ودُفن بها. ومن أشهر تلامذته: لسان الدين ابن الخطيب، وعبد الرحمن بن خلدون الحضرمي، وأبو إسحاق الشاطبي، وأبو عبد الله محمَّد بن زمرك وغيرهم. شارك أبو عبد الله المقري في مختلف العلوم الإسلامية تأليفًا وتدريسًا فمن مؤلفاته: كتاب «القواعد»(٦)، و«عمل من طبَّ لمن حبَّ»(٧)، و«الحقائق والرقائق»(٨)، في التصوف، و«حاشية على مختصر ابن الحاجب الفقهي»، و«الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمَّنه من معاني السنة وآي القرآن»، و«لمحة العارض لتكملة ألفية ابن فارض» وغيرها من المصنفات.

[تحقيق «المفتاح» (٧٨)، «الإرشاد» (٨)]

 



(١) انظر ترجمته في: «بغية الرواد» ليحيى بن خلدون (١٢١)، «التعريف» لابن خلدون (٥٩)، «الإحاطة» لابن الخطيب (٢/ ١٩١)، «وفيات الونشريسي» (١٢٢)، «الديباج المذهب» لابن فرحون (٢٨٨)، «نيل الابتهاج» للتنبكتي (٢٤٩)، «المرقبة العليا» للنباهي (١٦٩)، «جذوة الاقتباس» (١/ ٢٩٨)، «لقط الفرائد» (٢٠٩)، «درة الحجال» (٢/ ٤٣) كلها لابن القاضي، «الإعلام» للمراكشي (٤/ ٣٨٢)، «نفح الطيب» (٧/ ٢٠٤)، «أزهار الرياض» (٥/ ١٢) كلاهما للمقري، «شذرات الذهب» لابن العماد (٦/ ١٩٣)، «البستان» لابن مريم (١٥٤)، «سلوة الأنفاس» للكتاني (٣/ ٢٧١)، «تعريف الخلف» للحفناوي (٢/ ٣٦٢)، «شجرة النور» لمخلوف (١/ ٢٣٢)، «الأعلام» للزركلي (٢/ ٢٦٦)، «معجم أعلام الجزائر» للنويهض (١٨٠).

(٢) «البستان» لابن مريم (١٥٥).

(٣) «الإحاطة» لابن الخطيب (٢/ ١٩٤).

(٤) «البستان» لابن مريم (١٥٥).

(٥) «نفح الطيب» للمقري (٧/ ٢٠٧).

(٦) وهو كتاب متداول ومطبوع بالمملكة السعودية، جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي ـ مكة المكرمة. بتحقيق ودراسة: أحمد بن عبد الله بن حميد.

(٧) هذه التسمية مقتبسة من مثل عربي قديم هو: «صنعة من طبَّ لمن حبَّ». [انظر: «مجمع الأمثال» للميداني، تحقيق محمَّد أبو الفضل: (٢/ ٢٢٠)، توجد نسخة خطية من هذا الكتاب بالخزانة العامة بالرباط رقم (٢٦٨٧/ م)].

(٨) توجد نسخة خطية من هذا الكتاب بالمكتبة الوطنية بالجزائر ضمن مجموع رقم: (٢٧٠٥).